وثّق تقرير جديد من منظمة Hindutva Watch التي توثق جرائم الكراهية في الهند، حدوث أكثر من 250 تجمعاً يروّج لخطاب الكراهية ضد المسلمين في 17 ولاية بالبلاد، وذلك خلال النصف الأول فقط من العام 2023، ما يشير إلى أنه في المتوسط، تحدث أكثر من فعالية واحدة من هذا النوع كل يوم.
موقع Middle East Eye البريطاني، ذكر الإثنين، 25 سبتمبر/أيلول 2023، أن المنظمة البحثية المستقلة، ضمّنت في تقريرها فعاليات عن خطابات كراهية ضد المسلمين في الهند، واستخدم التقرير بيانات لحظية لتحديد انتهاكات حقوق الإنسان في الهند.
كان الهدف هو توثيق خطابات كراهية أثناء الفعاليات التي نظمتها الجماعات الهندوسية اليمينية المتطرفة، والتي استهدفت المسلمين في النصف الأول من عام 2023.
جاء في التقرير أنه "مما يثير القلق أنَّ غالبية خطابات الكراهية هذه روّجت أيضاً لنظريات مؤامرة خطيرة تستهدف المسلمين، إلى جانب دعوات صريحة للعنف، ودعوات لحمل السلاح، ومطالبات بالمقاطعة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المسلم".
يوضح التقرير أنَّ ما يقرب من 80% من الفعاليات التي شملت خطابات الكراهية وقعت في الولايات والأقاليم الاتحادية التي يحكمها حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، وشهدت ولايات ماهاراشترا، وكارناتاكا، وماديا براديش، وراجستان، وجوجارات أبرز الأحداث المرتبطة بخطابات الكراهية، وكانت ولاية ماهاراشترا، على وجه الخصوص، مسؤولة عن ما يقرب من 29% من هذه الحوادث.
تضمنت حوالي 51% من هذه التجمعات إشارات إلى نظريات المؤامرة المعروفة المناهضة للمسلمين والتي يتبناها اليمين الهندوسي المتطرف، وقال التقرير إن "ظهور نظريات المؤامرة مثل جهاد الحب، وجهاد الأرض، والجهاد الحلال، وجهاد فيابار يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجهود حزب بهاراتيا جاناتا لتعبئة القومية الهندوسية (هندوتفا) لتحقيق مكاسب انتخابية".
بالإضافة إلى ذلك، فإنه في 4% من التجمعات، وُجِّه خطاب مهين ومتحيز جنسياً إلى النساء المسلمات تحديداً، وفي 33% من إجمالي عدد فعاليات خطابات الكراهية، كان هناك تحريض مباشر على العنف تجاه المسلمين.
يشمل ذلك أيضاً الدعوات للتطهير العرقي والإبادة الجماعية للمسلمين، فضلاً عن الدعوة إلى هدم أماكن عبادتهم، وغالباً ما كان هذا الخطاب يمر دون رادع؛ مما أدى في كثير من الأحيان إلى مواجهات جسدية فعلية.
أيضاً وجّهت ما يقرب من 11% من هذه الفعاليات دعوات مباشرة إلى الهندوس لمقاطعة المسلمين؛ وشمل ذلك الجهود الرامية إلى نبذ المسلمين من مجتمعاتهم، وكذلك مناشدات بالامتناع عن شراء السلع والخدمات التي يقدمها المسلمون.
يحذر التقرير من أن "خطاب الكراهية له عواقب؛ إذ قد يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية وزعزعة استقرار المجتمعات وتشريد السكان وتدمير المنازل، وإثارة أعمال شغب ومذابح مميتة ضد الفئات المهمشة".
في السياق ذاته، فإن هذا التقرير يسلط الضوء على نمط متزايد من المشاعر المعادية للمسلمين في الهند منذ عام 2014 فصاعداً، والذي يتزامن مع وصول حزب "بهاراتيا جاناتا"، المعروف بآرائه القومية الهندوسية إلى السلطة.
يُشير التقرير أيضاً إلى أنه بدلاً من معالجة هذه القضية، شارك العديد من ممثلي الحكومات في كثير من الأحيان في مثل هذا الخطاب، وقال إن "من بين مروّجي خطاب الكراهية رؤساء الوزراء والمشرعين وكبار القادة من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم".
بحسب الموقع البريطاني، فإنه بعدما تولى مودي منصب رئيس وزراء الهند في عام 2014، لاحظت العديد من منظمات حقوق الإنسان ارتفاعاً في الانتهاكات التي تستهدف الأقليات، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين.
فمنذ عام 2020، تدعو اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية إلى تصنيف الهند بأنها "دولة مثيرة للقلق الشديد" بسبب "انتهاكاتها المنهجية والمستمرة والفاضحة للحرية الدينية في البلاد".