برز وسم "طبقوا الفيزا على الفرنسيين" في قائمة التغريدات الأكثر تداولاً على منصة "إكس" في المغرب، الأربعاء 24 سبتمبر/أيلول 2023، وسط استمرار الأزمة بين البلدين، وتشديد باريس لشروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة.
كانت الحكومة الفرنسية، قد أعلنت في 28 سبتمبر/أيلول 2021، عن تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس، بدعوى "رفض الدول الثلاث إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لاستعادة مهاجرين (غير نظاميين) من مواطنيها".
في ذات اليوم استنكر وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قرار فرنسا تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني بلاده، واصفاً إياه بـ"غير المبرر".
الناشط المغربي "سيمو بن"، طالب في تغريدة بفرض الفيزا على السائحين الفرنسيين، وقال إن بلاده "تستقطب العديد من السياح من مختلف القارات، ومن الممكن أن تستغني عن السياح الفرنسيين".
بدورها، اتفقت عائشة مينة مع "سيمو بن"، على ضرورة فرض التأشيرة على الفرنسيين، قائلة في تغريدتها: "هذا المطلب يأتي بسبب التصرفات المعادية لفرنسا تجاه المغرب".
كذلك، وعلى موقع "فيسبوك"، عبّر مغاربة عن المطلب نفسه، وقال أحمد القاري، في منشور إن "المشاعر المغربية متأججة ضد سياسات التحكم والغطرسة من فرنسا تجاه المغرب"، مضيفاً أن "هذا أفضل وقت لشرح أضرار الفرنسة ومخاطرها وأثرها الخطير على التعليم والخدمات والاقتصاد في المغرب".
بدوره، دعا ياسين الحداد في تغريدة على "فيسبوك" إلى ضرورة دعم هذه الحملة، التي تأتي بعد أيام من خطاب وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغاربة، وأثار حالة من الجدل والاستياء في أوساطهم.
كان ماكرون قد قال عقب حدوث الزلزال موجهاً خطابه للمغاربة: "نحن هنا، ومستعدون لإرسال مساعدات إنسانية مباشرة"، مضيفاً: "أتمنى أن تتوقف كل هذه الخطابات الجدلية التي ليست في محلها، والتي تعقد الأمور في هذه اللحظة المأساوية"، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وبعد الزلزال الذي ضرب المغرب، يوم 8 سبتمبر/أيلول 2023، بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، عرضت باريس مساعدتها في جهود الإنقاذ، غير أن الرباط لم تقبل المساعدة إلا من 4 دول، هي بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، وهو ما فهم منه رفض باقي العروض بما فيها من فرنسا.
أثار موقف الرباط من المساعدات الفرنسية جدلاً كبيراً في البلد الأوروبي، ما دفع الرئيس ماكرون إلى نشر كلمة مصورة عبر منصة "إكس"، موجهة إلى المغاربة.
رغم إقرار ماكرون في كلمته أن تنظيم المساعدات هو قرار سيادي للملك محمد السادس والحكومة المغربية، فإن توجهه بالخطاب مباشرة إلى الشعب المغربي أثار موجة استياء واسعة في الأوساط المغربية، التي اعتبرت خطابه "حنيناً إلى الحقبة الاستعمارية".
انعكس التوتر بين المغرب وفرنسا جراء تشديد باريس لقيود منح الفيزا، على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعزّز بعدم تبادل الزيارات الدبلوماسية، حيث كانت آخر زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في ديسمبر/كانون الأول لعام 2022.
كما لم تعين الرباط، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، سفيراً جديدا لدى باريس، خلفاً للسفير محمد بنشعبون، الذي عينه العاهل المغربي على رأس "صندوق محمد السادس للاستثمار".