وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القوى الغربية، السبت 23 سبتمبر/أيلول 2023 بأنها "إمبراطورية أكاذيب". وقال إن أحدث مقترحات الأمم المتحدة لإحياء مبادرة حبوب البحر الأسود لن تجدي نفعاً لأنها لا تفي بالوعود التي تلقتها موسكو.
جاءت تصريحات لافروف بعد جهود دبلوماسية عالمية مكثفة استمرت أسبوعاً في مقر الأمم المتحدة في نيويورك؛ حيث سعت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إلى حشد الدعم لكييف في حربها ضد الغزو الروسي.
إجراءات أممية لحل أزمة الحبوب بين روسيا وأوكرانيا
في رسالة إلى لافروف في أغسطس/آب 2023، حدَّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أربعة إجراءات يمكن للمنظمة الدولية تسهيلها لزيادة صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، في محاولة لإقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق البحر الأسود.
وسمح الاتفاق لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود؛ وهو ما ساعد على مواجهة نقص غذائي عالمي.
وقال لافروف: "لقد شرحنا للأمين العام لماذا لن تجدي مقترحاته نفعاً. نحن لا نرفضها. إنها ببساطة غير واقعية. لا يمكن تنفيذها".
وأضاف أن خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي روجت لها كييف "غير عملية على الإطلاق"، وأن حل الصراع سيكون في ساحة المعركة إذا تمسكت أوكرانيا والغرب بها.
وأشار إلى أن موسكو انسحبت من مبادرة حبوب البحر الأسود بسبب عدم الوفاء بالوعود التي تلقتها روسيا، ومنها رفع العقوبات عن بنك روسي وإعادة ربطه بنظام سويفت العالمي.
انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب
في حين انسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو/تموز 2023، بعد عام من إبرامه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي قالت المنظمة الدولية إنها تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وروسيا وأوكرانيا من كبار الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم.
وصدّرت أوكرانيا ما يقرب من 33 مليون طن متري من الحبوب بموجب الاتفاق، الذي قالت الأمم المتحدة إن الدول الفقيرة استفادت منه من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20% على مستوى العالم.
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا سترسل المزيد من قوات حفظ السلام إلى ناغورنو قره باغ، الجيب الأرمني الانفصالي داخل أذربيجان، قال لافروف إن ذلك سيتقرر على الأرض.
كما ذكر لافروف أنه سيزور بيونغ يانغ الشهر المقبل، لمواصلة المفاوضات مع نظيرته هناك على خلفية الاتفاقات الأخيرة التي أبرمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في موسكو.
واتهم لافروف الغرب بانتهاج عقلية استعمارية جديدة في مبادراته تجاه الدول الواقعة في جنوب العالم لكسب الدعم لأوكرانيا في الحرب.
وتحدث لافروف عن "الأغلبية العالمية" التي يزعمها الغرب، واصفاً القوى الغربية بأنها "إمبراطورية أكاذيب".