قررت محكمة تركية، حبس 8 أشخاص يشتبه في قيامهم بأعمال استفزازية، وتحريض عبر منصات التواصل الاجتماعي، ضد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين في البلاد، وذلك ضمن حملة تشنها السلطات التركية لمواجهة المروجين لخطاب الكراهية على مواقع التواصل.
وكالة الأناضول التركية الرسمية، نقلت عن بيان صادر عن شرطة أنقرة، السبت، 23 سبتمبر/أيلول 2023، أن مديرية فرع الأمن، وإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وإدارة الاستخبارات، بدأت أعمال تحر مشتركة ضد الحسابات التي تمارس الاستفزازات والتحريض على الكراهية على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
أضاف البيان أن فرق الأمن حددت 27 حساباً، تشارك منشورات تحث على الكراهية المتبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مناهضة اللاجئين والمهاجرين، وإثارة العداء للأتراك أمام الرأي العام.
وفتحت النيابة العامة التركية تحقيقاً ضد المشتبه بهم بتهمتي "تحريض الشعب على الكراهية والعداء" و"نشر معلومات مضللة بشكل علني"، وأشار البيان إلى أن النيابة العامة استجوبت المشتبه بهم الـ27، وقررت إحالة 23 منهم إلى القضاء، وأخلت سبيل 4.
بدورها، قررت المحكمة حبس 8 من الموقوفين، وإطلاق سراح 15 منهم بشرط المنع من السفر ووضعهم تحت الرقابة القضائية.
يأتي قرار حبس الموقوفين بعد 3 أيام من إعلان وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، توقيف 27 شخصاً في 14 ولاية تركية، بتهمة "تحريض الشعب على الكراهية والعداوة بشكل علني".
قايا أوضح أن هذه العمليات جرى تنفيذها من قبل مديريات الأمن في 14 ولاية، بالتنسيق مع وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وبدعم من جهاز الاستخبارات ورئاسة الأمن التركية.
لم تكشف وزارة الداخلية التركية عن أسماء الأشخاص المعتقلين في نطاق الحملة، لكن مواقع تركية أفادت بأن من بين الأسماء صحفيين ومديري منصات ومواقع إخبارية، معروفة بالخطاب المعادي للاجئين، مثل باتوهان تشولاك، رئيس تحرير موقع "أيكري خبر" الإلكتروني، إضافة لمديري منصات "مخابر"، و"خبر ريبورت"، و"أخبار اللاجئين"، ومنصة "السوريين إلى سوريا".
في الوقت ذاته، قالت منصات وناشطون أتراك، إن حملة الاعتقالات شملت شخصاً من حزب "النصر" المتطرف قام بطباعة ملصقات كُتب عليها "عُد إلى صحراء العرب" باللغة التركية، وبجانبها عبارة باللغة العربية مسيئة للعرب.
يأتي هذا فيما شهدت تركيا مؤخراً تصاعداً في انتشار خطاب الكراهية على شبكات التواصل، وأدى ذلك إلى حدوث اعتداءات جسدية على سياح في البلاد من جنسيات عربية.
وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستهداف سائحين، وقال الخميس، 21 سبتمبر/أيلول 2023، إن "مرتكبي الاعتداءات الدنيئة ضد السياح سينالون العقوبة اللازمة أمام القضاء"، حسب ما صرح به في ختام زيارته لنيويورك للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أردوغان قال إن "تركيا دولة قانون، ومرتكبو الاعتداءات الدنيئة ضد ضيوفنا سينالون العقوبات اللازمة أمام القانون"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركي الرسمية.
أضاف أردوغان أن "الشيء الذي نصرّ عليه دائماً، هو أننا نحتاج إلى استخدام اللغة التي يفهمها السائحون في اللافتات والإشارات وبالأخص في المناطق السياحية، ولا نستطيع أن نسير بالطريق نفسه الذي تسير فيه المعارضة".
كما اعتبر أنه "من المؤسف أن العنصرية والعداء للإسلام من بين المشاكل الرئيسية التي يعاني منها العالم، ويؤسفنا أن نرى فيروس العنصرية الذي ينتشر بسرعة في الدول الأوروبية التي تسوّق نفسها على أنها مهد الحضارة، قد تحول إلى وباء عالمي".
أكد أردوغان في هذا الصدد أن "بلادنا أيضاً تتأثر بهذا الوباء، لقد نجحت الدوائر التي تريد نشر كراهية الأجانب في الغرب ببعض الأماكن، وفي بلادنا ممثلون لتلك الدوائر، لكن عليهم أن يعلموا أن ألغامهم هذه لن تتفجر في تركيا".