قال السيناتور الأمريكي البارز، بوب مينينديز، المتهم بتلقي رشاوى من مصر، الجمعة 22 سبتمبر/ أيلول 2023، إنه لن يستقيل من منصبه، وذلك بعدما وجه ممثلو ادعاء في أمريكا اتهامات للسيناتور بتلقي رشاوى من 3 رجال أعمال في ولاية نيوجيرسي، الأمر الذي يؤثر على جهود الديمقراطيين في الحفاظ على فارق الأغلبية الضئيل بمجلس الشيوخ، خلال انتخابات العام المقبل.
تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، كان قد قال في بيان إن السيناتور مينينديز تنحّى في وقت لاحق بشكل مؤقت عن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لحين البت في القضية.
كذلك طالب فيل ميرفي، حاكم ولاية نيوجيرسي الديمقراطي، وعدة مسؤولين ديمقراطيين آخرين بالولاية، وأعضاء بمجلس النواب الأمريكي، باستقالة مينينديز من مجلس الشيوخ، وقال ميرفي -المقرر أن يكون بديلاً مؤقتا لمينينديز في حال استقالته- إن "الحقائق المزعومة خطيرة جداً لدرجة تقويض قدرة السناتور مينينديز على تمثيل سكان ولايتنا".
لكن مينينديز قال إنه لا يعتزم الاستقالة، وقال في بيان في وقت متأخر أمس الجمعة: "ألاحظ مسارعة البعض بالحكم على رجل لاتيني وطرده من مقعده. لن أذهب إلى أي مكان".
يواجه مينينديز اتهامات من مكتب المدعي العام في مانهاتن، الذي قال إن السيناتور البالغ من العمر 69 عاماً، تلقى مئات الآلاف من الدولارات، في صورة أموال وسبائك ذهبية، مقابل استخدام سلطته ونفوذه كعضو بارز بمجلس الشيوخ، من أجل مساعدة الحكومة المصرية، والتدخل في تحقيقات تجريها سلطات إنفاذ القانون مع رجال الأعمال.
يسعى المدعون إلى مصادرة أصول مينينديز التي تتضمن منزلاً في نيوجيرسي، وسيارة مرسيدس بنز موديل 2019، ونحو 566 ألف دولار في صورة أموال نقدية وسبائك ذهبية وأموال في حساب بنكي.
تضمنت لائحة الاتهام صورة لسبائك ذهبية ضبطها المحققون في منزل مينينديز، بالإضافة إلى مظاريف مليئة بالنقود عُثر عليها داخل سترات تحمل اسم مينينديز ومعلقة في خزانته، وقال ممثلو الادعاء إنهم عثروا على أكثر من 480 ألف دولار نقداً في منزله.
كذلك أشار المدعي العام الأمريكي في مانهاتن، داميان وليامز، إلى أن الموقع الإلكتروني لمينينديز ينص على أنه بصفته سيناتوراً لا يحق له إلزام أي هيئة بالتصرف لصالح شخص ما أو التأثير في مسائل تشمل أي عمل خاص.
وليامز أضاف أنه "خلف الستار، كان السيناتور مينينديز يفعل هذه الأشياء لأشخاص بعينهم، الأشخاص الذين كانوا يقدمون إليه وإلى زوجته رشى"، مضيفاً أن التحقيق جارٍ.
من جانبه، قال مينينديز في بيان إن "المدعين أساءوا وصف عمل روتيني من أعمال التشريع"، وأضاف "تجاوزات هؤلاء المدعين واضحة… الحقائق ليست كما عرضت".
بدوره، قال محامي نادين زوجة مينينديز (56 عاماً) إنها تنفي ارتكاب أي مخالفات "وستدافع بقوة" عن نفسها ضد هذه الاتهامات في المحكمة.
تُعد هذه المرة الثالثة التي يحقق فيها مدعون اتحاديون مع مينينديز، لكن لم يسبق أن أُدين قبل ذلك، وقال السيناتور إنه يعتزم الترشح لإعادة انتخابه العام المقبل، لكن التحقيق قد يعيق جهود الديمقراطيين الساعين لزيادة فارق الأغلبية الضئيل البالغ 51 إلى 49 مقعداً في مجلس الشيوخ الذي يتألف من 100 عضو.
اتهام رجال أعمال
في سياق متصل، من المتوقع أن يمثل السيناتور وزوجته وثلاثة من رجال الأعمال، هم وائل حنا، وخوسيه أوريبي، وفريد ديبس، أمام محكمة مانهاتن الاتحادية، يوم الأربعاء المقبل، لمواجهة تهمة التآمر لارتكاب جريمتي الرشوة والاحتيال.
يواجه بوب ونادين مينينديز تهمة التآمر لارتكاب جريمة الابتزاز، ويواجه الزوجان عقوبة تصل إلى 45 سنة في السجن، إلا أن أي حكم سيقرره قاضٍ في نهاية المطاف ومن المرجح أن تكون المدة أقصر بكثير.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن حنا، وهو مصري الأصل، رتب لتنظيم اجتماعات بين مينينديز ومسؤولين مصريين في عام 2018، ضغط خلالها المسؤولون على السيناتور الأمريكي للموافقة على مساعدات عسكرية، حجبتها واشنطن بسبب مخاوف حيال سجل حقوق الإنسان في البلاد.
أيضاً قال ممثلو الادعاء إن حنا (40 عاماً) أدرج نادين مينينديز في المقابل على جدول رواتب شركة كان يديرها امتلكت الحق الحصري في الموافقة على تصدير اللحوم الحلال من الولايات المتحدة إلى مصر.
كما ذكرت لائحة الاتهام أن مينينديز سعى لاحقاً إلى إقناع وزارة الزراعة الأمريكية بعدم اتخاذ أي إجراء للتدخل في الوضع الاحتكاري للشركة، وقال بيان صادر عن المتحدث باسم حنا: "ما زلنا نراجع الاتهامات، ولكن بناء على مراجعتنا الأولية، فإنها ليس لها أي أساس على الإطلاق".