قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، إن مسؤولي وزارة الداخلية البريطانية استخدموا تقريراً أعدته شركة جيليت لأدوات الحلاقة حول التوقيت الذي يبدأ عنده الرجال بالحلاقة؛ وذلك لتحديد أعمار المهاجرين الذين يزعمون أنهم أطفال.
حيث كُشِفَ عن ذلك في أثناء جلسة استماع لاستئنافٍ قدمه طالب لجوء أفغاني كان يتحدى تقييم وزارة الداخلية للعمر الذي أعلن أنه عمرٌ أكبر منه بتسع سنوات.
بريطانيا تلجأ لشركة جيليت لكشف أعمار المهاجرين
قال طالب اللجوء، الذي لم يذكر اسمه، إنه كان أقل من 18 عاماً عندما وصل على متن قارب صغير في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد أن أنقذه خفر السواحل عندما بدأ قاربه في الغرق بالقناة الإنجليزية. وقد أجرى اثنان من ضباط الهجرة مقابلة معه عند وصوله إلى دوفر، وحددا عمره بـ25 عاماً.
وقرر القاضي الذي ترأس استئناف طالب اللجوء الأفغاني أمام محكمة الهجرة في يوليو/تموز، أن عمره الحقيقي وقت وصوله إلى المملكة المتحدة كان 16 عاماً، بعد التدقيق في عملية تقييم العمر التي تجريها وزارة الداخلية ووثائق الهوية المقدمة.
وأصدر القاضي حكماً انتقد فيه العملية التي يستخدمها المسؤولون لتقييم العمر، والتي قال إنها تنطوي على "تخمين وتكهنات".
أزمة تواجه الداخلية البريطانية بسبب أعمار المهاجرين
من المرجح أن تثير هذه القضية مزيداً من التساؤلات حول ادعاءات وزارة الداخلية بأن أكثر من نصف طالبي اللجوء الذين يقولون إنهم تحت سن 18 عاماً، هم في الواقع بالغون.
اعتباراً من العام المقبل، سوف تُدخَل أساليب علمية جديدة لتقييم العمر، بما في ذلك الأشعة السينية للعظام والأسنان. ويُعَد هذا التقييم جزءاً من محاولات وزارة الداخلية للقضاء على المطالبات "الزائفة" من المهاجرين البالغين الذين يزعمون أنهم أطفال للحصول على علاج مفيد.
وكشفت جلسة الاستماع التي ضمت طالب اللجوء الأفغاني، أن المسؤولين قد أشاروا إلى تقرير من شركة جيليت لأدوات الحلاقة حول السن التي يبدأ فيها الرجال بحلاقة لحاهم.
ويبدو أن المسؤولين جادلوا بأن طالب اللجوء قال في مقابلته إنه بدأ الحلاقة قبل مغادرة أفغانستان، مما دفعهم إلى استنتاج أنه أكبر سناً مما ادعى. وخلص المقيّمون إلى أن مقدم الطلب يبدو أكبر من 18 عاماً من خلال ملاحظة "حاجبيه الكثيفين، ولحيته الخفيفة، وتفاحة آدم المحددة بوضوح وشكل وجهه المثلث"، حسبما قيل للمحكمة.
وجاء في الحكم أن المسؤولين يعتقدون أن "مظهره يشير بقوة إلى أنه تجاوز 25 عاماً، وحُدِّدَ تاريخ ميلاده بـ26 مارس/آذار 1996".
وقال القاضي إن الملاحظات المتعلقة بالمظهر والسلوك و"السلوك العام" كانت "ذاتية بطبيعتها وليست قادرة بشكل صحيح على تحمل كثير من الدلائل". وأضاف القاضي: "وجهة نظري هي أن الإشارات إلى هذه البنود المشكوك فيها، واستخدامها للتشكيك في مصداقية مقدم الطلب، تقوِّض التقرير برمته".
قرر القاضي عكس تقييم وزارة الداخلية لعمر طالب اللجوء بأنه 25 عاماً، وبدلاً من ذلك قرر أنه كان عمره 16 عاماً في يوم وصوله إلى المملكة المتحدة.
انتهاكات تطال المهاجرين في بريطانيا
قال طالب اللجوء إنه فر من أفغانستان في عام 2021 وعانى من رحلة مؤلمة استمرت ستة أشهر إلى المملكة المتحدة. وعبر من أفغانستان إلى إيران ثم سافر إلى تركيا بعد عدة محاولات فاشلة لعبور الحدود في صندوق سيارة.
وقدم طالب اللجوء الأفغاني دليلاً على تعرضه للضرب في المجر والقبض عليه في النمسا، حيث احتُجِزَ في معسكر لمدة أسبوعين تقريباً. ثم سافر بعد ذلك إلى سويسرا وفرنسا، حيث عاش شريداً وقام بعدة محاولات للعبور إلى المملكة المتحدة.
وفي نهاية المطاف، استقل زورقاً، مع نحو 40 رجلاً آخر، في أكتوبر/تشرين الأول 2021. وفي مرحلة ما، بدأ القارب في الغرق، و"كان يعتقد أنه سيموت"، بحسب الحكم. وأُنقِذَ على يد خفر السواحل، ومن ثم نُقِلَ إلى دوفر.