وجه قاعدة عدد من الدول الإسلامية، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، انتقادات لدول أوروبية في مقدمتها السويد، وذلك بسبب سماح السلطات فيها المتكرر بحرق وتدنيس نسخ من القرآن على أراضيها، الأمر الذي يثير غضباً في العالمين العربي والإسلامي، والذي أدى إلى استدعاء سفراء للسويد.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من ندد، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بتلك الهجمات ضدّ الإسلام التي وصلت إلى مستوى "لا يطاق"، وقال في خطابه إن "العنصرية وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام" في دول أوروبية لم يسمّها "وصلت إلى مستوى لا يطاق".
كذلك اتّهم أردوغان "ساسة شعبويين في العديد من البلدان بمواصلة اللعب بالنار"، وقال إن "الهجمات الدنيئة في أوروبا ضدّ القرآن (…) تجعل المستقبل مظلماً" بالنسبة للقارة العجوز، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته في الأمم المتحدة، إنه "لا يجوز أن يكون المس المقصود بمقدسات الآخرين نموذجاً عن حرية التعبير"، وأضاف: "أقول لإخواني المسلمين إنه لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم أو بنذالة أخرى.. فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه".
انتقد الأمير تميم أيضاً اعتبار حرق نسخ من القرآن "حرية تعبير"، وقال: "أقول لكل من يبرر هذه الأفعال القبيحة بأنها حرية تعبير، لا يجوز أن يكون المس المقصود بمقدسات الآخرين نموذجاً عن حرية التعبير".
بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من على نفس المنبر، رافعاً نسخة من القرآن، إن "تعاليم القرآن للمجتمعات البشرية لن تحترق أبداً، وإن نيران الإساءة والتحريف لن تكون نداً للحقيقة"، حسبما جاء على موقع وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
أضاف رئيسي أن "معاداة الإسلام والفصل العنصري الثقافي بأشكاله المختلفة، مثل حرق القرآن ومنع الحجاب في المدارس وعشرات أشكال التمييز المخزية الأخرى لا تليق بالإنسان المعاصر"، وكان يشير بذلك إلى فرنسا التي منعت ارتداء العباءة في المدارس الرسمية.
كان اللاجئ العراقي في السويد، سلوان موميكا، قد أثار غضب العالم الإسلامي في يونيو/حزيران 2023، عندما أحرق نسخة من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في أول أيام عيد الأضحى.
شهدت دول إسلامية احتجاجات على سماح السلطات السويدية بحرق نسخ من المصحف، وسجّلت أعنف التحرّكات الاحتجاجية في العاصمة العراقية بغداد، حيث أضرم محتجون النيران في مبنى السفارة السويدية، كما استدعت دول عدة مبعوثي السويد لديها لإبلاغهم احتجاجات رسمية.
أدانت الحكومة السويدية حرق المصحف على أراضيها، لكنّها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع ولا يمكنها بالتالي حظر هذه التحركات، وقررت السويد منتصف أغسطس/آب 2023 رفع مستوى الإنذار الإرهابي، معتبرة أنّ خطر وقوع اعتداءات "سيبقى لفترة طويلة".
كانت الشرطة السويدية قد أفادت الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، بوقوع "أعمال شغب عنيفة" في مدينة مالمو، واستمرت طوال الليل؛ احتجاجاً على إحراق المصحف الشريف مجدداً.
وكالة "أسوشيتد برس" قالت إن اشتباكات "اندلعت في حي للمهاجرين في مالمو، ثالث أكبر مدينة بالسويد، بعد أن أشعل متظاهر مناهض للمسلمين النار في المصحف"، ونقلت الوكالة عن شرطة المدينة قولها، إنها تعرضت للرشق بالحجارة، و"أُضرمت النيران بعشرات السيارات، بينها مرأب تحت الأرض".