تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، بمواصلة واشنطن الضغط من أجل "إصلاحات وتوسيع" مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن واشنطن أجرت مشاورات جادة في هذا الشأن، وذلك في كلمة له بالدورة الـ78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي تستمر لمدة 6 أيام ابتداء من 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال بايدن لزعماء العالم إن إدارته "أجرت مشاورات جادة مع العديد من الدول الأعضاء بشأن توسيع مجلس الأمن"، مضيفاً أن "واشنطن ستواصل القيام بدورها لدفع جهود الإصلاح إلى الأمام".
وتابع: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على كسر الجمود الذي كثيراً ما يعيق التقدم ويعرقل التوافق في المجلس، نحتاج إلى مزيد من الأصوات، ومزيد من وجهات النظر على الطاولة".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن "الأمم المتحدة يجب أن تستمر في الحفاظ على السلام ومنع الصراعات وتخفيف المعاناة الإنسانية"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تعمل في جميع المجالات لجعل المؤسسات العالمية أكثر استجابة وفاعلية وشمولاً".
وبخصوص التنافس العالمي بين القوى العظمى، قال بايدن إن "واشنطن تسعى إلى إدارة المنافسة مع بكين بشكل مسؤول؛ حتى لا تتحول المنافسة إلى صراع". وأكد أن إدارته "تعمل على تقليل المخاطر، وليس فك الارتباط مع الصين".
"إما الإصلاح أو التمزق"
في سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي، وذلك في كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي خطابه بشأن عمل الأمم المتحدة، شدد الأمين العام على ضرورة "إصلاح مجلس الأمن وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي"، وأضاف: "إننا نتجه بشكل سريع نحو عالم متعدد الأقطاب، وهو أمر إيجابي بشكل كبير؛ لأنه يجلب فرصاً جديدة للعدالة والتوازن في العلاقات الدولية، لكن تعددية الأقطاب وحدها ليست ضماناً للسلام".
وأوضح غوتيريش أن "أوروبا في بداية القرن العشرين كان بها العديد من القوى، ولكنها افتقرت إلى مؤسسات قوية متعددة الأطراف وكانت النتيجة هي الحرب العالمية الأولى".
وشدد على "حاجة العالم متعدد الأقطاب إلى مؤسسات فعالة متعددة الأطراف"، مشيراً إلى أن "الحوكمة الدولية ما زالت تعيش في الماضي، ومنها مجلس الأمن الدولي ومؤسسات بريتون وودز المالية التي تشمل البنك الدولي".
وقال غوتيريش إن "تلك المؤسسات تعكس الواقع السياسي والاقتصادي لعام 1945، عندما كانت العديد من الدول الحاضرة اليوم في الجمعية العامة، تحت سيطرة الاحتلال".
في السياق ذاته، أكد غوتيريش أن "العالم تغير، ولكن مؤسساتنا لم تتغير"، موضحاً أننا "لن نستطيع التصدي بشكل فعال للمشاكل، إذا لم تعكس المؤسسات العالم كما هو".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "بديل الإصلاح ليس بقاء الحال كما هو عليه، بل المزيد من التشرذم"، وأضاف: "إما الإصلاح أو التمزق".