تضغط الولايات المتحدة على السعودية والإمارات من أجل عقد اجتماع ثلاثي بمشاركتها، في ظل قلقها من أن الخلافات بين الجارتين الخليجيتين قد تُقوِّض جهودها لإبرام اتفاق سلام دائم في اليمن، وفق ما ذكرته صحيفة Financial Times البريطانية، الثلاثاء، 19 سبتمبر/أيلول 2023.
إذ يقود المبعوث الأمريكي في اليمن، تيم ليندركينغ، هذه المبادرة، التي قد تسفر عن إجراء محادثات خلال الأسبوع الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة على المسألة.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه المبادرة تأتي بالتزامن مع زيارة وفدٍ بارز من جماعة الحوثي للرياض علناً لأول مرة، وذلك من أجل إجراء محادثات حول إنهاء الحرب الأهلية.
يُذكر أن السعودية تدعم حكومة اليمن المعترَف بها دولياً رغم ضعفها، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن. وتسعى السعودية منذ عدة سنوات لإخراج نفسها من هذه الحرب التي تسببت في توتر علاقاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما تريد المملكة التفاوض على معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة في مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. ومن الممكن أن يساعد إنهاء حرب اليمن على إقناع الأعضاء المتشككين في الكونغرس الأمريكي -الذين انتقدوا التدخل الذي قادته السعودية في اليمن- بالمصادقة على معاهدة من هذا النوع.
لكن الإمارات تخشى أن إبرام اتفاقية مع الحوثيين قد يمنحهم السيطرة على كامل أراضي اليمن، ما سيؤدي إلى مزيد من الصراع بشكلٍ حتمي، وفقاً لما أفاد به مصدر مطلع على موقف الإمارات.
حيث قال المصدر المطلع على الموقف الإماراتي: "تتمثل خطة الإمارات في تقوية حلفائها [داخل اليمن]، لأن تقديراتها تشير إلى أن الصراع سيعود، بغض النظر عن الاتفاق. بينما يتوق السعوديون للخروج من الحرب، ويشعرون بأنهم يستطيعون الحصول على العلاقة التي يريدونها مع الحوثيين".
من ناحيته، قال فارع المسلمي، من مركز "Chatham House" البحثي، إن محادثات الأسبوع الجاري في الرياض تبدو واعدةً، وقد تؤدي إلى إبرام اتفاق لتوسيع الهدنة وتمويل السعوديين لرواتب الموظفين في اليمن.
يُذكر أن مسألة تمويل الرواتب كانت تمثل نقطة خلاف شائكة في المفاوضات السابقة. لكن المسلمي ذكر أن الإمارات تشعر بأنها خارج حلقة المفاوضات. بينما صرّح مصدر مطلع على موقف الإمارات بأن الأخيرة "تتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية بشكلٍ ثلاثي منذ عدة أسابيع".