إيران تؤكد إطلاق سراح 5 من مواطنيها ضمن صفقة تبادل السجناء مع واشنطن.. والأمريكيون الخمسة يعودون لبلادهم

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/18 الساعة 21:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/18 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
وصول السجناء الأمريكيين إلى قطر/ رويترز

أكدت إيران، مساء الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، إطلاق الولايات المتحدة سراح 5 من مواطنيها ضمن صفقة تبادل سجناء بين البلدين، ونقل أموالها المجمدة بكوريا الجنوبية، في الوقت نفسه  أقلعت طائرة من الدوحة في طريقها للولايات المتحدة وعلى متنها الأمريكيون الخمسة الذين أفرجت عنهم إيران في إطار تبادل للسجناء شمل أيضاً الإفراج عن خمسة إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة وتحويل ستة مليارات دولار من أموال طهران، وذلك في اتفاق نادر بين الدولتين اللتين تناصبان بعضهما العداء منذ فترة طويلة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مسؤولين (لم تسمهم)، أن السجينين المفرج عنهما مهرداد معين أنصاري ورضا سرهنك بور كفراني، وصلا إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيتم نقلهما لاحقاً إلى طهران، وأوضح المسؤولون أن "واحداً من بين السجناء الثلاثة الآخرين سيتم نقله إلى دولة ثالثة (لم تحدد)، بينما سيبقى اثنان آخران في الولايات المتحدة".

وصول السجناء الأمريكيين إلى قطر/ رويترز

نجاح الوساطة بين إيران وأمريكا بخصوص السجناء

في السياق، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري، إن "الحكومة تولي مصير رعاياها جميعاً اهتماماً خاصاً"، وفق ما نقلته وكالة "إرنا" المحلية.

وأكد باقري الذي یرافق الرئیس الإیراني إبراهيم رئيسي، في زيارته الحالية لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "موضوع تبادل السجناء والإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية كان أحد المواضيع التي بُحثت طيلة المفاوضات المكثفة خلال السنوات الماضية، بشكل غير مباشر بين إيران والولايات المتحدة".

وأضاف: "خلال هذا التبادل أدرجنا على جدول أعمالنا تبادل خمسة سجناء إيرانيين في أمريكا اعتقلتهم السلطات الأمنية هناك بشكل غير قانوني، وسيعود جزء منهم إلى البلاد، وبعضهم سيبقى في أمريكا، لأن أعمالهم ومعيشتهم هناك".

وأعرب باقري عن أمله في أن "يسهم إطلاق سراح هؤلاء السجناء في إيجاد قناعة لدى أمريكا بعدم اضطهاد الإيرانيين الذين يقيمون فيها بشكل قانوني".

وفي سياق متصل، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، في وقت سابقٍ الإثنين، إيداع 5 مليارات و573 مليون يورو من الأموال الإيرانية المجمدة، في حسابات 6 بنوك إيرانية في بنكي "الأهلي" و"الدخان" بقطر، وفق "إرنا".

وصول السجناء الأمريكيين إلى قطر/ رويترز

وأوضح فرزين أن "السلطات القطرية أرسلت بالأمس خطاباً رسمياً يفيد بتفعيل حسابات 6 بنوك، واليوم تم إيداع 5 مليارات و573 مليوناً و492 يورو في الحسابات المصرفية".

إيران تفرج عن خمسة أمريكيين

في سياق متصل أقلعت طائرة من الدوحة في طريقها للولايات المتحدة وعلى متنها الأمريكيون الخمسة الذين أفرجت عنهم إيران في إطار تبادل للسجناء شمل أيضاً الإفراج عن خمسة إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة وتحويل ستة مليارات دولار من أموال طهران، وذلك في اتفاق نادر بين الدولتين اللتين تناصبان بعضهما العداء منذ فترة طويلة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان: "سيعود اليوم خمسة أمريكيين أبرياء كانوا محتجزين في إيران إلى وطنهم أخيراً"، وذلك قبل لحظات من نزول الأمريكيين الخمسة على سلم طائرة قطرية في الدوحة حيث استقبلهم دبلوماسيون أمريكيون بالأحضان.

وأكد البيت الأبيض أن طائرة تقل الأمريكيين الخمسة واثنين من أقاربهم في طريقها إلى الولايات المتحدة، حيث سيقدم لهم الجيش الأمريكي الرعاية الطبية بعد أن نعموا بالحرية.

وقالت قناة "برس تي.في" الإيرانية المملوكة للدولة، إن السلطات الأمريكية أطلقت سراح الإيرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة ووجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم، وذلك في إشارة واضحة إلى منحهم عفواً، مضيفةً أن اثنين منهم وصلا إلى طهران. ومن غير المتوقع أن يعود الثلاثة الآخرون إلى إيران.

إبراهيم رئيسي يعلق على صفقة السجناء

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن إطلاق طهران سراح خمسة محتجزين أمريكيين كان "عملاً إنسانياً بحتاً".

وأضاف رئيسي عقب وصوله إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "يمكن بالتأكيد أن يكون ذلك خطوة يتسنى على أساسها اتخاذ إجراءات إنسانية أخرى في المستقبل".

ولم يتضح ما إذا كان تبادل السجناء سيحقق تقدماً في القضايا العديدة الشائكة بين البلدين، ومنها البرنامج النووي الإيراني، ودعم طهران للفصائل الشيعية في المنطقة، والوجود العسكري الأمريكي بالخليج، والعقوبات الأمريكية على إيران.

وتناصب الدولتان بعضهما العداء منذ أكثر من 40 عاماً، لكن العلاقات بينهما توترت أكثر بعد أن تراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 عن اتفاق يحد من برنامج إيران النووي، وأعاد فرض عقوبات أمريكية على طهران.

وتشتبه واشنطن في أن البرنامج قد يهدف إلى تطوير أسلحة نووية، وهو طموح تنفيه طهران، إذ يمكن أن يمثل ذلك تهديداً لإسرائيل أو حلفاء الولايات المتحدة في دول الخليج.

وترك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الباب مفتوحاً أمام الطرق الدبلوماسية بخصوص الملف النووي، الذي وصفه بأنه "ربما يكون أكثر القضايا المثيرة للقلق"، لكنه أشار إلى عدم وجود شيء وشيك.

وقال للصحفيين في نيويورك: "في الوقت الحالي، نحن لا ننظر في هذا الأمر، لكننا سنرى في المستقبل إن كانت هناك فرص".

عقوبات جديدة على إيران 

في دلالة على رغبة بايدن في استمرار الموقف المتشدد تجاه إيران وتقليل الانتقادات الموجهة له من الجمهوريين، أعلن الرئيس المنتمي للحزب الديمقراطي فرض عقوبات أمريكية جديدة على الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد ووزارة الاستخبارات الإيرانية؛ "لضلوعهما في حالات احتجاز غير مشروعة".

وقال في بيان: "سنواصل تحميل إيران عواقب أفعالها الاستفزازية في المنطقة"، وتوجه بالشكر إلى حكومات قطر وعمان وسويسرا وكوريا الجنوبية على مساعدتها في تأمين الإفراج عن السجناء.

وصول السجناء الأمريكيين إلى قطر/ رويترز

وتوسطت قطر في محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران للإفراج عن المحتجزين، بينما ساعدت سويسرا في تحويل الأموال من كوريا الجنوبية إلى قطر. وتمثل سويسرا المصالح الأمريكية في طهران، لأن الولايات المتحدة وإيران لا تقيمان علاقات دبلوماسية.

وقال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إن طائرة أرسلتها قطر نقلت الأمريكيين الخمسة واثنين من أقاربهم خارج طهران بعد أن تأكد الجانبان من تحويل ستة مليارات دولار من كوريا الجنوبية إلى حسابات قطرية.

ويقول مساعدو بايدن إن الأموال تخص إيران وإنها تُحول حالياً من حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية إلى حسابات قطرية مقيدة، حيث لا يمكن إنفاقها إلا على الغذاء والدواء والمواد الإنسانية الأخرى تحت إشراف الولايات المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي في وقت سابق، إن اثنين من الإيرانيين الخمسة وصلا إلى قطر. وفضّل ثلاثة منهم عدم العودة إلى إيران. وظل أحد الأمريكيين الخمسة المفرج عنهم محتجزاً في إيران لمدة ثماني سنوات تقريباً بتهم رفضتها الولايات المتحدة ووصفتها بأنها لا أساس لها.

ومن شأن الاتفاق المبرم بعد محادثات استمرت شهوراً في قطر أن يزيل مصدراً كبيراً للتوتر بين واشنطن التي تضع إيران على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وطهران التي تصف الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر".

تحميل المزيد