قال مقدم البرامج بالتلفزيون الرسمي، فلاديمير سولوفيوف، وهو أحد أبرز المقربين من إدارة الرئيس فلاديمير بوتين، خلال بث برنامج Full Contact الروسي، الأسبوع الماضي، إن روسيا لا تملك إلا حليفين: إيران وكوريا الشمالية.
في الوقت ذاته، تعمل وسائل الإعلام الحكومية حالياً على إقناع المواطنين الروس بأن عليهم أن يبدأوا في تقليد كوريا الشمالية عوضاً عن التطلع إلى الغرب، بحسب موقع The Daily Beast الأمريكي.
وخلال بث برنامج The Evening With Vladimir Solovyov الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، قال المحلل الروسي سيرجي ميخيف إن شعب كوريا الشمالية منيع أمام الضغوط الغربية بفضل أسلوب حياته المتقشف.
وقال ميخيف: "نعم، الحياة في كوريا الشمالية ليست نزهة. لكنها ليست بالسوء الذي يصوره الأمريكيون… العقوبات الأمريكية مخيفة فقط لمن كانوا يتعاملون معهم من البداية! من لديهم حسابات مصرفية هناك، ويعيشون حياة موازية في الغرب، وما إلى ذلك".
اقرأ أيضاً
"قاطِعوا كوكا كولا والإنترنت وآيفون"
وتساءل بالقول: "ما الذي يمكنك حرمان الكوريين الشماليين منه؟ شرب كوكا كولا؟ لا يشربونها على أي حال! مشاهدة أفلام هوليوود؟ لا يشاهدونها على أي حال! الإنترنت؟ لا يستخدمونه على أي حال! استيراد الآيفون؟ لا يملكونه على أي حال! هل ستمنعونهم من السفر إلى أوروبا وأمريكا؟ لا يسافرون على أي حال! لا سبيل إلى النيل منهم".
من جانب آخر، أشاد ميخيف بخطة بوتين غير المؤكدة لزيارة كوريا الشمالية في المستقبل القريب، وتوقع تعاوناً واسع النطاق بين روسيا و"المملكة المنعزلة".
كما أشار ميخيف إلى أنه في الماضي كانت كوريا الشمالية موضع سخرية في موسكو، لكنها الآن تمثل نموذجاً للاستقلال والتميز، ومن الأفضل لروسيا أن تحذو حذوها.
ويرى أن "مستويات المعيشة المنخفضة هي نقطة ضعف كوريا الشمالية وقوتها. لا يمكن أن تفعل بهم ما يمكنك أن تفعله بالناس- والنخب- في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي والذين أصبحوا مدمنين لما يقدمه الغرب".
أضاف: "اعتادت النخب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تناول الطعام الفاخر والأحلام السعيدة، والاحتفاظ بأموالهم في البنوك الغربية. لكن هؤلاء الناس لا يحتاجون إلى أي شيء! حسناً، ربما يحتاجون، لكنهم لا يملكون شيئاً".
اقرأ أيضاً
"صدمة قاصمة"
وخلال بث برنامج Karnaukhov's Labyrinth، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول، وصف مقدمه سيرجي كارنوخوف بغضبٍ تأثير نمط الحياة الغربي على النخب والجماهير بأنه "صدمة قاصمة"، وأرجعه إلى رحيل عدد قياسي من المواطنين الأثرياء عن روسيا.
أضاف كارنوخوف: "لماذا نتحدث باهتمام شديد عن كوريا الشمالية الآن؟ كوريا الشمالية حافظت على نظام اقتصادي قادر على مقاومة نظام العقوبات الاقتصادية العالمية. ونحن بحاجة إلى ذلك".
وأبدى كارنوخوف استياءه من البذخ الذي يعيشه كثير من الروس، الذين اعتادوا تناول الطعام في المطاعم ولعب الغولف والنوادي الليلية.
وأردف قائلاً: "اتضح أنه توجد قيم مختلفة وأسلوب حياة مختلف، وأن كوريا الشمالية حافظت عليه بل عززته. وهذا يعني أنه يمكننا الاعتماد عليهم. يمكننا أن نذهب إلى هناك وننظر إلى حياتهم ونرى أن ما نعتبره ذا قيمة في بلدنا ليس له أي قيمة، بل طريق إلى الهلاك. طريق إلى اللاشيء. لا يمكن أن نعيش بهذه الطريقة. شعبنا يتدهور. ونحن نرى تدهور بلدنا".
وأضاف: "كوريا الشمالية تقدم لنا منظومة قيمها. كنا نضحك على جوتشي (أيديولوجية كوريا الشمالية)، ولكن تبين أنها ليست مضحكة. اتضح أننا نضحك على أنفسنا. لقد أذبنا هويتنا في المتعة والترفيه. روسيا لم تعد موجودة. هذا ما حققناه. لكن فرصتنا أمامنا الآن، وكل شيء سيكون على ما يرام".