تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، مقطع فيديو لضابط ليبي يدعى منصف الشوبكي، من مديرية أمن البيضاء، شرق البلاد، والتي تقع بالقرب من مدينة درنة التي ضربها إعصار شديد تسبب في مقتل الآلاف وتدمير مئات المنازل، حث خلاله المواطنين على ضرورة الإبلاغ عن المتاجرين بالأزمة والامتناع عن الشراء منهم.
وقال الشوبكي في مقطع فيديو لاقى تفاعلاً وتداولاً عبر المنصات الليبية "فيه أرامل وناس قدموا من درنة بعدما فقدوا آباءهم ومتأثرين من الأوضاع، وأنت تبيع الطماطم بـ7 دنانير، اتق الله في نفسك يا تاجر".
الأمن في ليبيا يشن حملة على ارتفاع أسعار الخضراوات
في حين قالت مديرية الأمن في مدينة البيضاء إنها "شنت حملة على تجار الأزمات الذين يستغلون الوضع الحالي للبلاد ويقومون بزيادة الأسعار على المواطن"، وأضافت عبر صفحتها بفيسبوك: "ستتم متابعة ارتفاع الأسعار لمعرفة أسباب الغلاء المفاجئ، والقبض على كل من يقوم باستغلال المواطن".
واشتكى مواطنون ليبيون عبر المنصات الرقمية خلال الأيام الأخيرة من ارتفاع أسعار المنتجات والسلع الغذائية بالمحلات والمتاجر بشكل وصفوه بـ"الجنوني".
جاء ذلك في أعقاب الإعصار المدمّر والفيضانات التي ضربت شرق ليبيا وأودت بحياة الآلاف، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين، وسط مناشدات واستغاثات باستمرار تدفق المساعدات نحو المناطق المتضررة.
وألصق ناشطون الأزمة بمن عدّوهم "تجار الأزمات"، ما دفع البعض للمطالبة بالمحاسبة واتخاذ إجراءات قانونية حيال المغالين منهم، وسط انتقادات لاذعة لاستغلالهم الأزمة التي تسببت في نزوح أكثر من 38 ألف شخص شرقي البلاد.
ورأى المعلق عبد الله علي أن مستغلي الأزمة من المفترض أن "تتم مصادرة بضائعهم وتوزيعها لإغاثة المتضررين قبل إحالتهم للنيابة وسجنهم"، وفق ما ذكره في تدوينة له.
بينما أرجع المدون "محمد" الأمر لـ"أسباب اقتصادية بسبب تدمير محصول الخضراوات إثر الفيضانات تماماً"، وأضاف في تدوينة عبر منصة إكس "موسم الخضراوات في طرابلس لم يحِن بعد، المتوفر فقط الخضراوات المصرية، لذلك نرجو تسهيل دخولها ودعمها من الحكومة، إن كانت هناك حكومة"، وفق تعبيره.
فيما عقب آخر مستنكراً:"ارتفاع الأسعار الغريب لي صاير في البلاد هذا ليش، بس حسبي الله ونعم الوكيل في كل حد استغل الوضع اللي صاير ورضا في نفسه الرزق الحرام وعلا في أسعاره سواء كان في المواد الغذائية أو في باقي المكملات".
ضحايا درنة يصلون لـ11 ألفاً
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عدد ضحايا فيضانات مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفع إلى 11 ألفاً و300 قتيل، بالإضافة إلى 10 آلاف و100 مفقود.
المكتب أفاد أيضاً، عبر تقرير في وقت متأخر السبت، بأن الفيضانات أودت بحياة 170 شخصاً في أماكن أخرى بشرقي ليبيا خارج درنة، وبأن عدد النازحين في شمال شرقي البلاد ارتفع إلى حوالي 40 ألفاً.
وشدد على أنه "من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام، إذ تعمل أطقم البحث والإنقاذ للعثور على ناجين"، بعد أن انهمرت على عدة مدن ليبية أمطار غزيرة جلبها الإعصار "دانيال".
في السياق ذاته، قال مصدر بالهلال الأحمر الليبي إن عدد قتلى الفيضانات التي اجتاحت المنطقة الشرقية من البلاد تجاوز الـ10 آلاف قتيل، والعدد مرجح للارتفاع نظراً لاستمرار انتشال الجثث. وأضاف المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه للأناضول، إن "الفرق المحلية والدولية مستمرة في عمليات الإنقاذ".
وأشار إلى أن عدد النازحين بلغ بالآلاف وتم إيواؤهم في عدد من المدارس، وكذلك هناك أعداد منهم انتقلوا لدى أقاربهم في عدة مناطق ومدن شرقي البلاد لذلك تصعب عملية إحصائهم.
يذكر أنه في 10 سبتمبر/أيلول 2023 اجتاح هذا الإعصار عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وخلف دماراً كبيراً، وآلاف القتلى والمصابين والمفقودين، في غياب رصد رسمي دقيق للأعداد.