ذكرت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء مساء السبت 15 سبتمبر/أيلول 2023، أن حراساً أخمدوا حريقاً أشعلته نزيلات في جناح سجن بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، وسط وجود أمني مكثف في البلاد في الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها، ما أشعل فتيل أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سقوط نظام شاه إيران عام 1979.
وأضافت الوكالة أن السجينات المحكوم عليهن بالإعدام أشعلن النار في جناح النساء بسجن قرجك عن طريق حرق ملابسهن، وذلك في احتجاج مناهض لإدارة السجن.
ولم يتضح ما إذا كانت الواقعة مرتبطة بالاحتجاجات في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها من شرطة الأخلاق.
وكانت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية قالت في وقت سابق إن سجينات نظمن احتجاجات السبت، في سجن قرجك في ذكرى وفاة مهسا أميني. وقالت إن القوات الخاصة دخلت الجناح وضربت النساء وأطلقت طلقات خرطوش على بعض المتظاهرات.
ذكرى "مهسا أميني"
واحتجزت قوات أمن إيرانية والد مهسا أميني لفترة وجيزة، وسط وجود أمني مكثف بالمناطق التي يقطنها غالبية من الأكراد في البلاد في الذكرى الأولى لوفاة ابنته في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها، ما أشعل فتيل أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سقوط نظام شاه إيران عام 1979.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من "المناهضين للثورة" و"الإرهابيين" في مدن إيرانية مختلفة، مضيفة أنها أحبطت مخططات لإثارة اضطرابات حول مظاهرات غير قانونية.
توفيت الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها العام الماضي، بتهمة مخالفة قواعد الزي الإلزامية في إيران. وأشعلت وفاتها فتيل احتجاجات استمرت شهوراً، وتحولت إلى أبرز مظهر على الإطلاق لمعارضة السلطات الإيرانية. كما أثارت وفاتها تنديدات دولية.
وقالت جماعات حقوقية إن قوات الأمن انتشرت بكثافة في المناطق ذات الغالبية الكردية في إيران اليوم تحسباً لاندلاع اضطرابات في الذكرى الأولى لوفاتها.
في مدينة سقز، مسقط رأس أميني بشمال غرب إيران، ذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن طلقة خرطوش أطلقتها الشرطة على رجل "تجاهل تحذيرها" أدت إلى إصابته بجرح بالغ. وأضافت أن الرجل موجود في وحدة للرعاية الفائقة بعد خضوعه لعملية جراحية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وأظهرت لقطات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنها احتجاجات في مناطق من بينها جوهردشت، وهو أحد أحياء مدينة كرج غربي العاصمة طهران، وفي مدينة مشهد بشمال شرق البلاد.
كما أظهر تسجيل مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المتظاهرين في جوهردشت وهم يهتفون "نحن أمة عظيمة، وسوف نستعيد إيران"، بينما يطلق سائقون أبواق سياراتهم ويهتفون تشجيعاً لهم. ولم تتمكَّن رويترز حتى الآن من التحقق من صحة هذا الفيديو.
وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن أمجد أميني تلقى تحذيراً من إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة ابنته قبل إطلاق سراحه. ونفت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء القبض عليه، لكنها لم تذكر ما إذا كان قد احتجز لفترة وجيزة أو تلقى تحذيراً.
كما تحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير لجماعات حقوقية في وقت سابق عن تمركز قوات الأمن حول منزل أميني في سقز.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان الجمعة: "قصة مهسا لم تنتهِ بموتها الوحشي. لقد ألهمت حركة تاريخية، المرأة والحياة والحرية، والتي أثرت على إيران وأثرت على الناس في جميع أنحاء العالم".
وفرضت بريطانيا أمس، عقوبات على أربعة مسؤولين إيرانيين. وقالت الولايات المتحدة إنها فرضت عقوبات على 29 فرداً وكياناً مرتبطين "بالقمع العنيف" للاحتجاجات في إيران.
ونقلت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عن والد أميني ووالدتها قولهما في بيان الأسبوع الماضي إنه على الرغم من تحذيرات الحكومة، فإنهما سيقيمان "مراسم تقليدية ودينية لإحياء الذكرى" عند قبر ابنتهما في سقز.
فيما أشارت تقارير أيضاً إلى تنظيم إضرابات واسعة النطاق في عدة مدن بإقليم كردستان الإيراني.
لكن وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء قالت إن سقز "هادئة تماماً"، وإن الدعوات إلى الإضراب في المناطق الكردية باءت بالفشل بسبب "يقظة الشعب ووجود قوات الأمن والجيش".
ونقلت عن مسؤول في إقليم كردستان قوله: "اعتُقل في الساعات الأولى من صباح اليوم عدد من العملاء التابعين للجماعات المناهضة للثورة الذين خططوا لإثارة الفوضى وإعداد مواد إعلامية".
وقالت جماعات حقوقية إن أكثر من 500 شخص، بينهم 71 قاصراً، قتلوا فيما أصيب المئات واعتقل الآلاف في الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني. ونفذت إيران سبع عمليات إعدام مرتبطة بالاضطرابات.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير الشهر الماضي، إن السلطات الإيرانية "تعرض عائلات الضحايا للاعتقال والحجز التعسفي وتفرض قيوداً قاسية على التجمعات السلمية عند المقابر وتدمر شواهد قبور الضحايا".
وقال جماعات حقوقية إيرانية وغربية إن عدداً كبيراً من الصحفيين والمحامين والناشطين والطلاب والأكاديميين والفنانين والشخصيات العامة وأفراد الأقليات العرقية المتهمين بأن لهم صلات بموجة الاحتجاجات وأقارب المتظاهرين الذين قتلوا في الاضطرابات تعرضوا للاعتقال أو الاستدعاء أو التهديد أو الفصل من العمل في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت صحيفة اعتماد الإيرانية في أغسطس/آب أن محامي عائلة أميني يواجه أيضاً اتهامات "بالتحريض ضد النظام". وفي حالة إدانته، يواجه المحامي صالح نكبخت عقوبة السجن لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات.