قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، إن بلاده تعتزم توسيع بنيتها التحتية للغاز، في الوقت الذي تضع فيه أساس مشروع لتبادل الغاز، ومنه تستطيع دول جنوب شرق أوروبا الحصول عليه.
واقترحت روسيا إنشاء مركز للغاز في تركيا، العام الماضي، لتعويض المبيعات إلى أوروبا التي خسرتها؛ ما يحقق رغبة طويلة الأمد لأنقرة في أن تكون مركزاً لتبادل الطاقة بين الدول التي تفتقر إليها.
فيما لم تحرز المناقشات تقدماً كبيراً؛ إذ تعرضت تركيا لزلازل مدمرة، في فبراير/شباط، وركزت على الانتخابات التي جرت في مايو/أيار. وقال مصدران مطلعان على المشروع إن الخلافات حول الجانب الذي يجب أن يتولى المسؤولية عن المركز تسببت في تأخير المفاوضات أيضاً.
وتعتزم تركيا توسيع البنية التحتية للغاز في منطقة تراقيا في الشمال الغربي، وربط محطات للغاز الطبيعي المسال، ومنشأة تخزين مطورة في سيليفري.
وقال بيرقدار، في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق، الخميس، لكن الوزارة أذاعته اليوم، إن الغاز القادم من أذربيجان وإيران وروسيا عبر خطوط الأنابيب يمكن أن يغذي هذا المركز، ويتم تسعيره في بورصة الغاز المحلية.
وأضاف أن أنقرة تود أيضاً إبرام اتفاق مع الصين في غضون بضعة أشهر لبناء محطة طاقة نووية في تراقيا. وقال: "نجري محادثات مع شركة صينية منذ فترة طويلة جداً. اقتربنا جداً (من الانتهاء منها)".
مشروع السيل التركي
ويشار إلى أن تركيا تسعى لتكون مركزاً للغاز؛ حيث قال أردوغان، في وقت سابق، إن مشروع أنقرة لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا، يعد مشروعاً تاريخياً فيما يخص العلاقات الثنائية وخارطة الطاقة.
فيما قال خبراء روس إن مركز الغاز الطبيعي المخطط إنشاؤه في تركيا، مشروع مهم وواقعي، ومن شأنه تقديم طريق بديلة لشحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.
وتمتلك تركيا بنية تحتية متينة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول).
كما تتمتع البلاد بموقع استراتيجي "جيو اقتصادي" يسمح للاعبين الإقليميين الآخرين، مثل إسرائيل وإيران والعراق، بشحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
ويتكون مشروع "السيل التركي" من خطين لأنابيب نقل الغاز، سيُخصص أحدها لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
ويعتبر توقف خطوط أنابيب السيل الشمالي 1 و2 ويامال – أوروبا، عاملاً يعزز موقف تركيا فيما يخص رغبة روسيا بزيادة شحناتها إلى أوروبا مرة أخرى.