انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، في أول تعليق له على محاولة الجمهوريين بمجلس النواب عزله، قائلاً إن لديه "أعمالاً أهم" من تلك المساعي، مشيراً إلى أنهم يريدون إسقاط الحكومة.
والثلاثاء، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي، فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس بايدن، في مزاعم بـ"سوء استخدام السلطة".
وقال بايدن، في حفل لجمع التبرعات بولاية فيرجينيا: "لا أعرف بالضبط السبب، ما يمكنني قوله هو أنهم يريدون عزلي؛ لأنهم يريدون إسقاط الحكومة".
"لدي عمل أقوم به"
وأوضح بايدن في أول تعليق له على إعلان مكارثي إجراء تحقيق رسمي لعزله: "الجميع يسأل دائماً عن التحقيق، (لكني) أستيقظ كل يوم دون التركيز على العزل، فلدي عمل لأقوم به".
وأضاف: "يجب أن أتعامل مع القضايا التي تؤثر على الشعب الأمريكي بشكل يومي".
واتهم مكارثي بايدن بأنه "استخدم منصبه عندما كان نائباً للرئيس (في إدارة باراك أوباما) لتنسيق شؤون أعمال ابنه هانتر ودوره في شركة الطاقة الأوكرانية بريسما".
من جانبه، قال متحدث البيت الأبيض لشؤون المراقبة والتحقيقات، إيان سامز، الثلاثاء، في منشور على منصة "إكس"، إن "الجمهوريين بمجلس النواب يجرون تحقيقات ضد الرئيس بايدن منذ 9 أشهر، ولم يعثروا على أي دليل على ارتكاب أي مخالفات".
وليس من الواضح إذا كان هناك ما يكفي من الأصوات، داخل مؤتمر الحزب الجمهوري (218 صوتاً) لعزل الرئيس الأمريكي، ولكن أعضاء في الحزب نفسه يقولون، إنه لا توجد دلائل كافية للتحرك في اتجاه العزل.
ويخشى أن يعقّد فتح المساءلة ضمن التحقيقات الجهود المبذولة لتمرير الاعتمادات ومنع الإغلاق الحكومي، بينما يقول أعضاء من الجمهوريين في المجلس إنهم لن يصوتوا على قانون التمويل لتجنب الإغلاق دون تحقيق.
إلى ذلك واجه مكارثي تهديدات بإقالته من منصبه كرئيس لمجلس النواب. هذه الفكرة ألمح إليها النائب مات غاتس قبل يومين، قائلاً إنه قد يدفع نحو التصويت للإطاحة بمكارثي، في حال رفض تحقيقات العزل، وإنه سيعمل من أجل ذلك مع الديمقراطيين إن لزم الأمر.
وكانت شبكة CNN الأمريكية نقلت في تقارير سابقة عن نواب جمهوريين يعتبرون أن "فكرة العزل السياسي محفوفة بالمخاطر".
وأواخر يوليو/تموز 2023 لوح مكارثي علناً بأنه سيبدأ تحقيقاً إذا صحّت ادعاءات المبلغين عن ارتكاب مخالفات بشأن الضرائب، أو إذا لم تتعاون إدارة بايدن مع الطلبات المتعلقة بالتحقيق الخاص بشأن التعاملات المالية لعائلة الرئيس الديمقراطي الذي يجريه النواب الجمهوريون.
وفي حال وجد بايدن نفسه أمام دعوى عزل فعلياً، سيكون ثاني رئيس بتاريخ الولايات المتحدة الذي يمر بتجربة من هذا النوع بعد دونالد ترامب الذي واجه دعويين لعزله، الأولى بتهمة محاولته ابتزاز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والثانية عقب هجوم مناصرين له على مبنى الكابيتول بعد خسارته الانتخابات.