اكتشاف 13 مقبرة جماعية في دارفور! الأمم المتحدة تتهم الدعم السريع وميليشيات مسلحة متضامنة معها

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/14 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/14 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من العنف في دارفور/رويترز

ذكر رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، الأربعاء 14 ديسمبر/أيلول 2023، أن مكتب المنظمة الدولية المشترك لحقوق الإنسان تلقّى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة بإقليم دارفور السوداني والمناطق المحيطة بها.

إذ قال رئيس البعثة فولكر بيرتس لمجلس الأمن الدولي إن المقابر الجماعية تضم ضحايا هجمات شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات عربية مسلحة على مدنيين، مشيرة إلى أن معظم الضحايا من عرقية المساليت.

يشار إلى أن قبيلة المساليت كانت حذرت، في وقت سابق، من أن قوات الدعم السريع تخطط للاستيلاء على منطقة الجنينة، لا سيما أنها تمثل عمقاً استراتيجياً لوجود الذهب واليورانيوم، وتعد نقطة ارتباط بتشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى.

وأضاف فولكر بيرتس، في كلمة أعلن فيها أيضاً استقالته من منصبه، أن هذه الأفعال قد تشكل جرائم حرب في حال التحقق منها.

فولكر تورك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان/GettyImages
فولكر تورك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان/GettyImages

وتصاعدت حدة العنف العرقي في الجنينة، وهي مدينة في غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد، منذ اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في العاصمة الخرطوم في منتصف أبريل/نيسان.

دوافع عرقية

وعلى الصعيد ذاته، كان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أعلن، الثلاثاء، أن الهجمات ذات الدوافع العرقية التي ارتكبتها قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية السودانية والميليشيات المتحالفة معها أدت إلى مقتل المئات في ولاية غرب دارفور.

وتزايدت وتيرة إراقة الدماء والعنف والنزوح منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في أبريل/نيسان الماضي، ما دفع البلاد إلى حافة حرب أهلية.

أوضح فولكر تورك، أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: "في غرب دارفور، أدت الهجمات ذات الدوافع العرقية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها إلى مقتل مئات المدنيين غير العرب، معظمهم من مجتمعات المساليت".

كما أضاف: "مثل هذه التطورات تعكس ماضياً مروعاً يجب ألا يتكرر"، في إشارة إلى مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص، ونزوح أكثر من مليونين، جراء الصراع في دارفور بين عامي 2003 و2008.

أهالي في جنازة عائلة قضت في اشتباكات تسببت بها قوات الدعم السريع في دارفور – عربي بوست
أهالي في جنازة عائلة قضت في اشتباكات تسببت بها قوات الدعم السريع في دارفور – عربي بوست

في السياق، أكد تورك أن الهجمات الأخيرة وقعت بشكل رئيس في الجنينة، وهي عاصمة ولاية غرب دارفور، وتقع في أقصى غرب السودان، لكنها سُجلت أيضاً في 8 مواقع أخرى على الأقل، مضيفاً أن قوات "الدعم السريع" تسيطر على جميع المحليات في غرب دارفور ما عدا اثنتين.

من جهتها، تنفي قوات "الدعم السريع" اتهامات مراقبي الصراع وجماعات حقوق الإنسان والشهود بأنها تقف وراء الهجمات على المدنيين، وتقول إن أي فرد من مقاتليها يثبت تورطه سيقدَّم إلى العدالة.

وأدت الهجمات التي وردت تقارير عنها ضد المساليت، وهم من غير العرب، ويمثلون أكبر تجمع سكاني في الجنينة، إلى فرار عشرات الآلاف عبر الحدود القريبة إلى تشاد.

وأشار تورك أيضاً إلى وجود "مؤشرات مثيرة للقلق" على تورط ميليشيات تجمعها في الغالب تصنيفات على أسس قبلية أو عرقية.

وبدأت الحرب في السودان بعد 4 أعوام من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، وتحولت التوترات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، اللذين شاركا في تنفيذ انقلاب 2021، إلى قتال بسبب خطة لدمج قواتهما ضمن عملية الانتقال إلى الحكم المدني، وأطلقت دول عدة جهود وساطة، لكن لم ينجح أي منها في وقف الصراع.

تحميل المزيد