كشفت بيانات دائرة الإحصاء المركزية في تل أبيب أن المواطنين الفلسطينيين في دولة إسرائيل يُعدون أفقر وأسوأ صحةً من المواطنين اليهود، وفقاً لما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023.
إذ صدر التقرير الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول، خلال الاستعدادات للعام اليهودي الجديد، وكشف أن 7.6% من اليهود الإسرائيليين شعروا بأنهم أكثر فقراً في العام الجاري، بينما وصلت نسبة المواطنين الفلسطينيين الذين شعروا بالأمر نفسه إلى 43%.
فيما نشرت الدائرة تقريراً آخر مطلع العام الجاري، وجدت فيه أن 53% من الأسر الفلسطينية تعيش في حالة فقرٍ على الأرجح، وذلك مقارنةً بـ18% فقط من الأسر اليهودية.
ويواجه الرجال الفلسطينيون تحديات خطيرة في سوق العمل، إذ تصل نسبة من لديهم وظائف إلى 50% فقط مقارنةً بنسبة 64% بين نظرائهم اليهود.
بينما نشر باحثو جامعة بن غوريون ورقةً بحثية في يناير/كانون الثاني، وجدت أن الفلسطينيين في إسرائيل هم "شريحة المجتمع الأكثر عرضةً للفقر"، وذلك بسبب "وضعيتهم كأقلية".
ونصت الورقة على التالي: "يُشكل الفلسطينيون أقليةً تحدّدت وضعيتها بناءً على ظروف الحرب، والدمار، والإخلاء. وينظر المجتمع اليهودي عامةً إلى الفلسطينيين باعتبارهم جزءاً من العالم العربي الخطير؛ لهذا ستظل فكرة عدم ولائهم للدولة تخيُّم فوق رؤوسهم".
وأضافت الورقة البحثية أن هذا الوضع يعني أن الفلسطينيين يتعرضون للإقصاء من الحياة الاقتصادية الإسرائيلية بشكلٍ فعلي.
وجد التقرير كذلك، أن الفلسطينيين في البلاد معرضون لنتائج صحية أسوأ أيضاً.
ففي أعقاب جائحة كوفيد-19، أبلغ 15% من السكان اليهود عن تدهور حالتهم الصحية، بينما وصلت النسبة إلى 27% بين الفلسطينيين.
كما يُعتبر متوسط العمر المتوقع للمواطنين الفلسطينيين أقل من نظرائهم اليهود؛ وذلك نظراً لوضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية الأقل، بحسب ورقة أكاديمية نشرها أستاذ في جامعة حيفا عام 2018.
يُذكر أن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل (فلسطينيي الداخل) هم أحفاد السكان الأصليين لفلسطين، الذين تم إجلاؤهم بالقوة على يد الميليشيات الصهيونية إبان تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
واليوم، هناك أكثر من مليوني مواطن فلسطيني داخل دولة إسرائيل، أي ما يعادل 21% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 9.8 مليون نسمة، وفقاً لآخر دراسات دائرة الإحصاء.
وقد عانى فلسطينيو الداخل طيلة عقود بسبب القوانين التمييزية والممارسات التي ترتكبها الدولة الإسرائيلية في حقهم، ويشتكون منذ وقت طويل، من أنهم يواجهون صعوبةً في الوصول إلى الإسكان والخدمات العامة.
وفي الأشهر الأخيرة، ضغطت الحكومة القومية المتطرفة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل تمرير سياسات ستزيد الضغوط الاقتصادية على المواطنين الفلسطينيين.