أدى وباء كورونا الذي ضرب العالم بدءاً من العام 2019، إلى تباطؤ شديد في المعركة الهادفة إلى وضع حد للفقر في أوساط الأطفال، الذين ما زال 333 مليوناً منهم، يعانون من الفقر المدقع حول العالم، بحسب ما ذكره تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والبنك الدولي، الأربعاء، 13 سبتمبر/أيلول 2023.
التقرير أشار إلى أن وباء كورونا أدى إلى رفع الفقر المدقع عن أقل بـ30 مليون طفل عمّا كان متوقعاً في السابق، ونتيجة لذلك، ما زال طفل من كل 6 يعيش على أقل من 2,15 دولار يومياً، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لـ"يونيسف" كاثرين راسل إن "الأزمات المتفاقمة من تداعيات جائحة كوفيد-19 والنزاعات والتغير المناخي والصدمات الاقتصادية عطّلت التقدّم وتركت ملايين الأطفال في فقر مدقع".
استنتاجات التقرير توجّه ضربة إلى هدف الأمم المتحدة الطموح، المتمثل في القضاء على الفقر المدقع بحلول العام 2030.
بدوره، قال المدير العالمي للفقر والمساواة في البنك الدولي، لويس فيليب لوبيز كالفا، في بيان، إن "عالماً يعيش فيه 333 مليون طفل في فقر مدقع، إذ يُحرمون ليس من الاحتياجات الأساسية فحسب، بل كذلك من الكرامة والفرص أو الأمل، لا يمكن تحمّله بكل بساطة".
خلص التقرير إلى أن 40% من الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء، ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، وهي أعلى نسبة في العالم.
أيضاً فاقمت مجموعة عوامل، بينها النمو السكاني السريع وكوفيد والكوارث المرتبطة بالمناخ الفقر المدقع في أوساط الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء في السنوات الأخيرة، وإن كانت باقي مناطق العالم تشهد تراجعاً ثابتاً.
البنك الدولي و"يونيسف" دعيا في تقريرهما بلدان العالم لمنح أولوية للتعامل مع الفقر في أوساط الأطفال، وفرض سلسلة إجراءات تشمل توسيع برامج الإعانات المخصصة لهم، وقالت راسل: "لا يمكننا خذلان هؤلاء الأطفال الآن، إنهاء الفقر في أوساط الأطفال هو خيار مرتبط بالسياسات".
كانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الأسكوا)، قد أفادت في تقرير سابق بارتفاع مستويات الفقر في المنطقة العربية خلال عام 2022، مقارنة بالسنوات الماضية، ليصل عدد الفقراء إلى ما يقرب من 130 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث سكان المنطقة، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي وليبيا.
توقعت اللجنة أيضاً أن هذه المستويات متوقع أن تستمر في الارتفاع خلال العامين 2023 و2024 لتصل إلى 36% في عام 2024.
تُعد سوريا من بين أعلى الدول العربية في معدلات الفقر، إذ أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2023، أن نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مشيرةً إلى أن السوريين يواجهون العديد من التحديات، بدءاً من ضعف الاقتصاد، وصولاً إلى سوء أوضاع البنى التحتية.