أعلن جيش كوريا الجنوبية، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين، في تجربة صاروخية جديدة تتزامن مع زيارة يجريها زعيم بيونغ يانغ، كيم جونغ أون، إلى روسيا، ويلتقي خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين، وسط تحذيرات أمريكية من صفقة أسلحة محتملة لدعم حرب موسكو في أوكرانيا.
هيئة الأركان المشتركة في سيول قالت إنّ "كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً غير محدد باتجاه بحر الشرق"، مستخدمة الاسم الكوري لبحر اليابان.
من جانبها، أكدت طوكيو حدوث التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، وقالت إن خفر السواحل اليابانيين رصدوا إطلاق بيونغ يانغ صاروخين باليستيين، فيما قال جيش كوريا الجنوبية إن كل صاروخ أطلقته بيونغ يانغ طار 650 كيلومتراً، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهتها نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه)، عن مسؤولين حكوميين لم تسمّهم، قولهم إن الصاروخين سقطا على ما يبدو خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
في أعقاب التجربة الجديدة كتب المحلل المقيم في الولايات المتحدة، أنكيت باندا، على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "أمر مبهر، عملية إطلاق من دون أن يكون كيم جونغ (أون) في البلاد، هذه سابقة من نوعها".
كانت كوريا الشمالية قد أجرت منذ مطلع العام 2023 سلسلة تجارب عسكرية محظورة، كان آخرها إطلاق صاروخين باليستيين قصيرَي المدى، في 30 أغسطس/آب 2023.
كذلك أعلنت بيونغ يانغ، في أغسطس/آب 2023، عن فشل محاولتها الثانية في غضون ثلاثة أشهر لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسس، واعدةً بمحاولة جديدة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في خطوة لاقت تنديداً دولياً واسعاً.
تأتي هذه التجربة الصاروخية في الوقت الذي يزور فيه كيم روسيا على رأس وفد يضم كبار المسؤولين العسكريين، واستقبل الرئيس الروسي بوتين الزعيم الكوري الشمالي كيم في قاعدة فوستوشني الفضائية، اليوم الأربعاء، وهذا الموقع هو أحدث موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية في روسيا.
بوتين قال وهو يصافح كيم لنحو 40 ثانية: "أنا سعيد برؤيتك … هذه هي قاعدتنا الفضائية الجديدة"، ومن خلال مترجم شكر كيم بوتين على الدعوة، وعلى دفء الاستقبال، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
بدورها، نقلت وكالات أنباء رسمية عن بوتين قوله، إن روسيا ستساعد كوريا الشمالية في بناء أقمار صناعية، وعندما سئل عما إذا كان هو وكيم سيتناقشان بشأن إمدادات الأسلحة، قال إنهما سيناقشان كل القضايا.
كان كيم قد غادر بيونغ يانغ مساء يوم الأحد الماضي على متن قطار مصفح، وذلك أول رحلة له إلى الخارج منذ بداية جائحة كوفيد-19. وفي رحلته الأخيرة التقى ببوتين في فلاديفوستوك في العام 2019.
يقول خبراء إن موسكو تسعى للحصول من بيونغ يانغ على مخزونها من قذائف المدفعية التي تحتاج إليها روسيا في حربها في أوكرانيا، بينما تريد بيونغ يانغ الحصول من روسيا على مساعدة لتحديث عتادها القديم، الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، وبخاصة عتاد قواتها الجوية والبحرية.
في هذا الصدد، رأى الباحث سيمون ويزمان من معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم أنه "من المرجح جداً أن تكون كوريا الشمالية تمتلك مخزونات كبيرة من الذخائر الملائمة لأنظمة المدفعية التي تستخدمها القوات الروسية".
كما رأى أن اتفاقاً كهذا سيكون "انتهاكاً لا لبس فيه" للعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية.
كانت واشنطن قد اعتبرت أن الاجتماع يدل على أن بوتين "يستجدي" المساعدة لعملياته في أوكرانيا، بينما رأت فيه باريس "مؤشراً" واضحاً على عزلة موسكو.