قُتل 5 وأصيب 15 آخرون بجراح في تجدد الاشتباكات بمخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، الأربعاء 13 سبتمبر 2023، فيما يعد خرقاً لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين "فتح" وجماعات إسلامية، الإثنين 11 سبتمبر، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء اللبنانية.
كما أكدت الوكالة، أن 8 جرحى بينهم مسعفون أصيبوا جراء الرصاص الطائش في مدينة صيدا بعد تصاعد الاشتباكات بين "فتح" وفصائل إسلامية في عين الحلوة، كما "تسببت الاشتباكات في إصابة القيادي بحركة الجهاد، معين عباس".
وكشفت الوكالة عن "انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا، واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري (غرب)".
كانت الاشتباكات تجددت بين حركة "فتح" وجماعة مسلحة تطلق على نفسها "الشباب المسلم"، بعد وقف هش لإطلاق النار في عدد من المحاور داخل مخيم عين الحلوة، وفق المصدر ذاته.
وتعد اشتباكات الأربعاء "خرقاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار" الذي تم التوصل إليه الإثنين الماضي، بعد اجتماع عقد بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.
تحركات لوقف التصعيد
على صعيد آخر، زار وفد قيادي من حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، الأربعاء عدداً من المسؤولين اللبنانيين في العاصمة بيروت، لتأكيد "ضرورة عدم استخدام السلاح بين أبناء الشعب الفلسطيني على الإطلاق".
وقال أبو مرزوق في بيان: "أجرينا اتفاقاً ملزماً مع حركة فتح يقضي بضرورة التشاور والتنسيق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية حول الخطوات والإجراءات والسياسات المتعلقة بالشأن الفلسطيني في لبنان".
وشدد على أنه "تم التوافق على أن المسؤول عن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان يجب أن يكون قوة فلسطينية مشتركة، وليس فصيلاً واحداً، فكل الفصائل مسؤولة عن المخيم".
فيما اعتبر أبو مرزوق، أن "وقف إطلاق النار ضرورة وطنية بهدف الحفاظ على مخيم عين الحلوة، والوجود الفلسطيني في لبنان".
وفي السياق، عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعاً، ضم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.
وأعلن الأحمد، المشرف على الساحة اللبنانية بـ"فتح"، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، "الاتفاق على ضرورة حقن الدماء، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورّطين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي ورفاقه".
وتجددت الاشتباكات في "عين الحلوة" مساء الخميس واستمرت حتى الإثنين، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، إضافة إلى أضرار مادية طالت مناطق سكنية خارج المخيم في مدينة صيدا.
جاءت هذه التطورات بعد هدوء دامَ نحو شهر، عقب مواجهات مسلحة نهاية يوليو/تموز الماضي، أدت حينها إلى مقتل 14 شخصاً بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة "فتح"، العرموشي، و4 من مرافقيه.
يعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيماً آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.