نشر الناشط المصري علي حسين المهدي، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، مقاطع فيديو قال إنها مسربة من داخل سجن بدر شديد الحراسة في مصر، وقال إن الفيديوهات تظهر ظروف اعتقال قيادات من جماعة "الإخوان المسلمين"، الذين سجنتهم السلطات المصرية عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي بعد انقلاب الجيش عليه.
أظهرت الفيديوهات ظروف اعتقال سيئة للمعتقلين في زنازينهم الانفرادية بسجن بدر، إذ خلت الزنازين من الأسرّة أو الأرائك أو الكراسي، ولم يكن بها سوى سجادة صلاة وبعض الألبسة والأطعمة والماء التي تعود للمعتقلين.
المهدي عرض مقطع فيديو قال إنه للقيادي البارز في جماعة "الإخوان" محمود عزت، الذي كان يتولى منصب نائب مرشد الجماعة، والقائم السابق بأعمال مرشدها محمد بديع، وظهر عزت في الفيديو بجسد هزيل ومتعب، وكان يمشي داخل زنزانته ببطء شديد.
بحسب الناشط المصري فإن عزت كان يمشي في الزنزانة، في محاولة لمواجهة البرد داخل حبسه الانفرادي، كما عرض مقطع فيديو آخر يظهر عزت وهو نائم.
يظهر شكل الزنزانة التي ظهر فيها عزت تطابقاً مع صور نشرتها وسائل إعلام مصرية موالية للسلطات، عن شكل الزنازين داخل سجن بدر، وبدت الألوان متطابقة في كل من الفيديو والصورة التي نشرها الإعلام المصري، إضافة إلى تطابق شكل الشبابيك الموجودة بالزنازين، وفقاً لما تحقق منه "عربي بوست".
كانت محكمة مصرية قد قضت، في ديسمبر/كانون الأول 2021، بالسجن المؤبد (25 عاماً) بحق عزت، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر مع حماس".
كان عزت قد ظهر في مقطع فيديو أمام المحكمة عام 2021، ويروي فيه للقاضي ظروف اعتقاله السيئة في زنزانته، ومن بين ما قاله: "أنا طوال هذه الفترة لا تُفتح عليّ الزنزانة إلا لثوانٍ، يُسـّلم لي الأكل، وبعد ذلك لا أشم الهواء، أنا محبوس بشكل انفرادي 16 شهراً"، وأضاف: "في بعض المرات يتم إلقاء الأكل عليّ من فتحة في أعلى الباب، ولا أستطيع التحرك أو استنشاق الهواء".
كذلك عرض الناشط المصري علي حسين مقطع فيديو قال إنه يظهر الداعية الإسلامي صلاح سلطان في سجنه الانفرادي بسجن بدر، وتظهر اللقطات سلطان وهو جالس في زنزانة شبيهة بتلك التي يعيش فيها عزت.
لكن محمد صلاح سلطان، نجل الداعية، قال في حسابه على موقع "إكس" إن الشخص الذي ظهر في الفيديو ليس والده.
يقضي سلطان حالياً عقوبة السجن المؤبد في سجن بدر، الواقع في شرق القاهرة، بعد محاكمة جماعية تخللتها انتهاكات واسعة للإجراءات القانونية الواجبة، وغابت عنها شروط المحاكمة العادلة، وفقاً لما قالته منظمات حقوقية.
جاءت هذه المحاكمات بعد أن أطاح انقلاب عسكري بحكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المنتخبة ديمقراطياً، وقد كان صلاح نائب وزير في عهد مرسي.
اعتُقل صلاح سلطان في سبتمبر/أيلول 2013، ويخضع منذ 15 يونيو/حزيران 2020 للإخفاء القسري، وانتقدت أسرة صلاح سلطان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، متهمةً إياها بالتخلي عنه، بعد أن أخبر السجين عائلته في رسالة مسرّبة بأنه معرض للموت أثناء احتجازه، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، في أغسطس/آب 2023.
كان سلطان قد ذكر في رسالة سُربت في 20 مارس/آذار 2023، أن سلطات السجن حرمته الرعاية الصحية المناسبة، مع أنه يعاني من الإصابة بأمراض خطيرة في القلب والكبد على نحو يعرض حياته للخطر.
من الجدير بالذكر أن محمد سلطان، نجل صلاح سلطان، كان قد سُجن أيضاً مدة عامين، لكن أطلق سراحه بعد إضراب عن الطعام استمر قرابة 500 يوم في عام 2015. وقد أصبح محمد بعد ذلك ناشطاً بارزاً في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.
يُشار إلى أنه عقب الإطاحة بالرئيس الراحل مرسي في صيف 2013، لاحقت السلطات المصرية قيادات وكوادر بجماعة "الإخوان المسلمين"، بتهم متعلقة بالإرهاب، وسط نفي من الجماعة واعتباره "اضطهاداً لها"، وأكدت منظمات حقوقية عدة حدوث انتهاكات جسيمة داخل المعتقلات المصرية.