أصدرت محكمة هولندية، الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023، على لاعب كريكيت سابق باكستاني حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً بعد محاكمته غيابياً بتهمة التحريض على قتل الزعيم الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز.
وقضت المحكمة أن تصريحات أدلى بها خالد لطيف (37 عاماً) تعد تحريضاً على القتل والفتنة والتهديد.
ويعيش لطيف في باكستان، ولم يحضر أياً من جلسات المحاكمة، ولم تحتجزه السلطات في هولندا.
وقال الادعاء إن هولندا وباكستان ليس بينهما أي معاهدات معمول بها فيما يتعلق بالتعاون القضائي أو تسليم المجرمين، ولم تتلق طلبات التعاون السابقة في هذه القضية أي رد.
وذكرت المحكمة أن الادعاء أثبت أن لطيف نشر مقطع فيديو في 2018 عرض فيه مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين روبية (حوالي 21 ألف يورو وقتئذ) لقتل فيلدرز.
ونشر مقطع الفيديو في وقت شهدت فيه باكستان مظاهرات ضد فيلدرز بعد إعلانه مسابقة لرسم صور ساخرة للنبي محمد، وألغيت المسابقة فيما بعد.
يميني متطرف مناهض للإسلام والمهاجرين
ويعرف فيلدرز، وهو رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف المناهض للإسلام والمهاجرين، بأنه من أشد المعارضين للإسلام والهجرة إلى هولندا، ويستخدم حسابه في تويتر بنشاط لمهاجمة المسلمين.
وحجب موقع تويتر حساب فيلدرز، في أبريل/نيسان من العام الماضي، بسبب تغريدة تهاجم الإسلام، وتشير إلى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.
وفي يوليو/تموز 2021، قضت المحكمة العليا في هولندا، بتثبيت حكم إدانة صادر عن محكمة استئناف ضد فيلدرز، بسبب تصريحات "مهينة" للمغاربة ووعده في 2014 بتحقيق مطلب "وجود مغاربة أقل في هولندا".
واعتبرت المحكمة آنذاك التصريحات إهانة جماعية، وأدانت النائب اليميني وأوصت بصدور قرار بمعاقبته.
ويترأس فيلدرز "حزب الحرية"، ثالث أكبر حزب سياسي في مجلس النواب، كما أنه معروف بتصريحاته "المتطرفة" بحق المهاجرين والهولنديين المسلمين من أصول مغاربية، كما أنه تعرض للمحاكمة؛ بسبب تصريحاته في أكثر من مرة.
كما أن خيرت فيلدرز معروف في الأوساط الهولندية بأنه شخصية سياسية مثيرة للجدل، خاصةً في المجتمع الهولندي، الذي يعد من أكثر المجتمعات الأوروبية استضافة للمسلمين والعرب، لا سيما من دول المغرب العربي.
وخضع فيلدرز للمحاكمة مرتين، الأولى في عام 2011 وبرّأته المحكمة من تهمة إثارة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، واعتبرت أن تصريحاته المعادية للمسلمين جزء من نقاش سياسي حول علاقة المجتمع الهولندي بالإسلام.
والثانية في عام 2016؛ حيث أدانت محكمة في أمستردام خيرت فيلدرز بارتكاب جريمة الحض على الكراهية، على خلفية ترديده هتافات مناهضة للمواطنين الهولنديين من أصل مغربي، لكن الحكم لم يمنعه من الترشح للبرلمان، ولم يحرمه من عضويته النيابية، بل يعتقد مراقبون أن الحكم أسهم في زيادة شعبيته في أوساط اليمين المتطرف.