ذكر مسؤولون ليبيون في الحكومة المكلفة من مجلس النواب (شرق)، الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023، أن إعصار "دانيال" الذي يضرب شرقي البلاد خلّف أكثر من ألفي قتيل بمدينة درنة. فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ (تابع لحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس) عن تسجيله رسمياً 47 قتيلاً وأكثر من 18 مفقوداً، في عدد من المدن المتضررة شرقي البلاد باستثناء درنة.
وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، في تصريحات صحفية، إن عدد الضحايا في مدينة درنة وحدها "يفوق ألفي قتيل"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الليبية.
الأوضاع في درنة كارثية
وصف حماد، الأوضاع في درنة بأنها "كارثية وغير مسبوقة"، موضحاً أن "أحياء سكنية اختفت بعد أن جرفتها السيول إلى البحر، مع الآلاف من سكانها". وطالب حماد العناصر الطبية بالتوجه إلى درنة فوراً، لتقديم المساعدة.
بدوره، قال عصام أبو زريبة وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، في تصريحات لقناة "الحدث" (خاصة)، إنه "تم العثور على أكثر من 1500 جثة من الضحايا، تحت الأنقاض في درنة". وأشار إلى أن عدد المفقودين في درنة "يصل إلى 7 آلاف" جراء السيول.
من جهته، قال أسامة علي، الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوحدة، لـ"الأناضول" إنه حتى مساء الإثنين، بلغت الحصيلة الأولية لعدد القتلى "47 شخصاً" رُصدوا في عدد من المدن، باستثناء درنة. وأضاف: "هذه الإحصائية تعتبر أولية، ولم نتمكن من التواصل مع جهاز الإسعاف الموجود في درنة، لانقطاع الاتصالات".
وأوضح أن التقارير التي تلقاها الجهاز من فروع المنطقة الشرقية "يفيد بصعوبة الوضع هناك (في درنة)"، واصفاً الوضع بأنه "سيئ للغاية".
في وقت سابقٍ الإثنين، كشفت وزارة الصحة بالحكومة المكلفة من البرلمان عن مصرع 27 شخصاً جراء السيول التي خلَّفها إعصار "دانيال"، موضحةً أن هذا الرقم "قابل للزيادة".
مطالب بتدخل دولي لإنقاذ سكان درنة
في السياق، طالب عضو المجلس البلدي لمدينة درنة أحمد أمدور، بتدخل دولي لإنقاذ سكان المدينة التي اجتاحتها الفيضانات، بينما أعلنت الأمم المتحدة تكليف فريق طوارئ لدعم السلطات المحلية هناك.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، كل البلديات التي تعرضت للسيول والفيضانات شرقي البلاد "مناطق منكوبة".
كما قالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الإثنين، إن الأمطار في مناطق شرق البلاد بسبب الإعصار المتوسطي "دانيال" لم تسجل في ليبيا منذ أكثر من 40 عاماً.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة، في إيجاز صحفي تحدث فيه عن ملخص نتائج اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي المنعقد الإثنين بشأن "تداعيات السيول والفيضانات التي ضربت أجزاء من المنطقة الشرقية".
والأحد، اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، إضافة إلى سوسة ودرنة، وفق مراسل الأناضول.
الحداد في ليبيا ثلاثة أيام
في الإيجاز الذي نشره عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، قال حمودة إنه "جراء هذه المحنة أعلن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، الحداد لمدة 3 أيام وبأن تنكس الأعلام في كافة البلاد؛ حداداً على الضحايا".
وأضاف: "أفادت الأرصاد الجوية بأن الكمية التي سجلت للأمطار قدرت نحو 400 ملليمتر في مناطق الجبل الأخضر، وأن هذه الكمية لم تسجل في ليبيا منذ أكثر من 40 سنة".
في إطار مواز أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، في بيان، اليوم الإثنين، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها.
وقال في البيان: "شعوراً منا بالمسؤولية ونظراً للتداعيات الجسيمة للكارثة، نعلن تلك المنطقة منطقة منكوبة ونطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم".
إيسيسكو تبدي استعدادها للتعاون لمواجهة آثار سيول ليبيا
من جهتها أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، الإثنين، استعدادها لترميم وصيانة المواقع الأثرية المتضررة من إعصار "دانيال" الذي ضرب عدداً من مدن شرقي ليبيا وتسبب في فيضانات عارمة وسقوط عشرات الضحايا.
جاء ذلك في بيان نشرته المنظمة (مقرها الرباط) على موقعها الإلكتروني، تقدمت من خلاله بالتعازي في الضحايا الذين فقدوا حياتهم إثر إعصار "دانيال".
وأكدت "إيسيسكو" في البيان، تضامنها الكامل مع ليبيا "في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية المروعة"، واستعدادها التام للتعاون مع الجهات الليبية المختصة "لتقديم كل الدعم والمساندة في مجالات اختصاصها".
وشددت على اعتزامها المساعدة في "ترميم وصيانة وتقييم الأضرار التي لحقت ببعض المواقع الأثرية الليبية".
وفي السياق، قررت "إيسيسكو" تأجيل حفل إطلاق احتفالية بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2023، التي كانت مقررة في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى إشعار آخر، تضامناً مع أسر الضحايا والمصابين والمفقودين.
تركيا تجهز مساعدات لإرسالها إلى ليبيا
فيما أعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، الإثنين، تجهيز مساعدات إنسانية لإرسالها إلى ليبيا على خلفية إعصار ضرب مدنها الشرقية. وذكرت "آفاد" في منشور على منصة "إكس"، أن مدناً ليبية شهدت فيضانات جراء هطولات مطرية غزيرة.
وأوضحت أنه استجابة لنداء استغاثة دولية أطلقته الحكومة الليبية، تستعد "آفاد" لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى ليبيا. وأضافت أن المساعدات تشمل فريق نجدة من 150 عنصراً، وخيماً ومستلزماتها، وسيارتي إنقاذ، و4 قوارب، ومولدات كهرباء ومستلزمات أخرى.
وأعربت "آفاد" عن تعازيها الحارة للشعب الليبي الصديق والشقيق، راجيةً الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
كما وجّه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الإثنين، بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة إلى ليبيا لمواجهة تداعيات الفيضانات.
جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، تزامناً مع إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، كل البلديات التي تعرضت للسيول والفيضانات شرقي البلاد، "مناطق منكوبة".
ووجَّه رئيس الإمارات، وفق الوكالة، بـ"إرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا؛ للوقوف إلى جانب شعبها في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة".وعبَّر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن "خالص تعازيه لدولة ليبيا قيادة وحكومة وشعباً في ضحايا الفيضانات، داعياً الله تعالى أن يرحم الضحايا وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".