أعلنت سلطات الأمن اللبناني، الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023 أنه تم الاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة جنوب البلاد، و"متابعة تسليم المطلوبين" على خلفية أحداث العنف الأخيرة في المخيم، يأتي ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات بين عناصر حركة "فتح" وفصائل إسلامية بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، لليوم الخامس على التوالي.
جاء ذلك في بيان لـ"الأمن العام" عقب انتهاء اجتماع في بيروت، مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك (جميع الفصائل) في لبنان، بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة إلياس البيسري، وحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن.
تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة في لبنان
يُذكر أنه ومنذ الخميس، تجددت الاشتباكات بين عناصر من "فتح" وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص وجرح العشرات، بعد هدوء دامَ أكثر من شهر، حيث اندلعت آنذاك في يوليو/تموز 2023، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً.
وهرباً من الاشتباكات الدائرة بين حركة "فتح" و"المجموعات الإسلامية" داخل مخيم عين الحلوة، أفاد مراسل الأناضول بأن أعداداً كبيرة من المدنيين نزحوا إلى خارج المخيم.
وذكر بيان الأمن اللبناني أنه "تم الاتفاق خلال الاجتماع، على وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومتابعة تسليم المطلوبين باغتيال اللواء (قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف) العرموشي ورفاقه، وكذلك عبد الرحمن فرهود (ينتمي إلى تجمع الشباب المسلم) للسلطات اللبنانية، وفق آلية تم التوافق عليها"، دون مزيد من التفاصيل.
تثبيت وقف إطلاق النار
في السياق، كشف مصدر فلسطيني مسؤول للأناضول، أن الاجتماع الذي تم مع الأمن العام اللبناني "أكد تثبيت وقف إطلاق النار منذ السابعة مساء الإثنين (بالتوقيت المحلي)، وتكليف القوة الفلسطينية المشتركة لاستدعاء المتهمين (ثمانية) لتسليمهم للقضاء اللبناني".
وقال المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "الاتفاق جيد إذا طُبق، ولكن من لم يسلم نفسه بحسب أول اتفاق لن يسلم نفسه وفق الاتفاق الذي تم اليوم، خاصةً أن واحداً منهم يدعى عز الدين أبو داود ضبايا قُتل خلال الاشتباكات اليوم".
واستبعد المصدر المسؤول أن "يسلم السبعة الباقون أنفسهم، لذلك لن يكون من السهل توقف الاشتباكات"، على حد قوله.
وفي وقت سابقٍ الإثنين، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنه تم نقل أحد المطلوبين البارزين من "تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة والمدعو عز الدين أبو داود (ضبايا) إلى المستشفى مصاباً بجروح خطيرة خلال اشتباكات المخيم، وبالتزامن حضرت قوة من مخابرات الجيش إلى المكان.
و"ضبايا" هو أحد المطلوبين الثمانية المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه في أحداث مخيم عين الحلوة.
وفي السياق ذاته، أعلن محافظ منطقة الجنوب منصور ضو، في بيان، الإثنين، "إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا، بسبب المستجدات الأمنية؛ حرصاً على سلامة المواطنين والموظفين".
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيماً آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.