أعلن المغرب، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة مدن بالمملكة، إلى 2122 وفاة، وفق حصيلة غير نهائية، وأكد وزير العدل المغربي اختفاء قرى بأكملها جراء الزلزال، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ساعات حاسمة جداً.
وواصلت فرق الإنقاذ البحث عن ناجين من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود، إذ دمر قرى في مناطق جبلية على أطراف مراكش.
وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء، بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر الجمعة. ويواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.
وانهارت أجزاء كبيرة من منحدر جبلي وسقطت على الطريق بالقرب من بلدة مولاي إبراهيم الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومتراً من جنوب مراكش، مما أغلق جزءاً من طريق متعرج يربط مراكش بجبال الأطلس.
من جانبه، أكد وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، فيما أشار إلى أن عدداً من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال اختفت نهائياً.
فيما شدد الوزير على عزم السلطات العمل على إعادة إعمار المناطق المدمرة.
وقالت كارولين هولت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان: "ستكون فترة الأربع والعشرين ساعة إلى الثمانية والأربعين ساعة القادمة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح".
كما أضافت أن الأولوية ستكون لجهود البحث والإنقاذ، إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية، مشيرة إلى أهمية توفير مياه الشرب الآمنة.
وكانت قرية تنصغارت الواقعة بمنطقة على جانب وادٍ يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير هي الأكثر تضرراً من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيون من رويترز السبت.
وتصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد من تلك المنازل لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.
واستلقى عبد اللطيف آيت بيلا على الأرض في تنصغارت، غير قادر تقريباً على الحركة أو الكلام، وكان رأسه مغطى بالضمادات لمعالجة الجروح التي أصيب بها من الحطام المتساقط خلال الزلزال الذي دمر منزله.
وعبرت زوجته سعيدة بودشيش عن خوفها على مستقبل أسرتها المكونة من ستة أفراد، بعد الإصابة البالغة التي لحقت بزوجها المعيل الوحيد للأسرة. وقالت: "ليس لدينا منزل نأخذه إليه، ولم نأكل منذ الأمس".
وأضافت: "نريد أن نعيش حياة كريمة، لكن لا يمكننا الاعتماد على أحد سوى الله".
ويخيم الحزن على القرية بالفعل بسبب وفاة عشرة من سكانها بينهم فتاتان صغيرتا السن في الزلزال.
انتشال ناجين
ولا تزال هناك آمال في العثور على المزيد من الناجين، حيث أظهرت مقاطع تم التقاطها في مولاي إبراهيم رجال الإنقاذ وهم يسحبون شخصاً من تحت الأنقاض. وتبادل اثنان من رجال الإنقاذ العناق بينما تم نقل الشخص على محفة.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غرب مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبانٍ دينية تعود للقرون الوسطى يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.
وتعرض الحي القديم في مراكش لأضرار جسيمة. وتمضي العائلات الساعات في الشوارع، إذ تخشى من كون منازلها لم تعُد آمنة للعودة إليها.
وقال محمد آية الحاج (51 عاماً) الذي لا يزال في الشوارع مع عائلته بالقرب من منزله: "لا أستطيع النوم هناك. أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا.. إذا كان هناك خطر فلن أعود إلى المنزل".
هذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفاً جراء زلزال، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلاً وعن أضرار مادية جسيمة.