قررت الجزائر، السبت، 9 سبتمبر/أيلول 2023، فتح مجالها الجوي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عدة مناطق من المغرب الجمعة، وأسفر عن وفاة 820 شخصاً وإصابة 672 آخرين بجروح، بجانب تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مدينة مراكش وضواحيها.
وحسب ما جاء في بيان الرئاسة، فقد أبدت الجزائر استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية، ولوضع كل الإمكانات المادية والبشرية، تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق، حسب وسائل إعلام جزائرية.
وسيسمح فتح المجال الجوي للجزائر بنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين من وإلى المناطق المنكوبة، حسب ما أوضح البيان.
كانت الجزائر قررت في 24 أغسطس/آب 2021، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب خلافات على عدة ملفات؛ أبرزها قضية الصحراء، لكن القنصليات في البلدين ستظل مفتوحة.
وشمل قرار قطع العلاقات وقف حركة الطيران بين البلدين الجارين.
كما أعربت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان السبت عن "صادق تعازيها" للمغرب في ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة وخلف مئات القتلى والجرحى.
وأضافت الوزارة أن "الجزائر تتابع ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف، الذي أصاب عدّة مناطق بالمملكة المغربية".
وتقدّم البيان "بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق مع خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".
وفي وقت سابق أعلنت الحماية المدنية في الجزائر، عدم تسجيل ضحايا أو خسائر جراء الهزة الأرضية التي شعر بها سكان ولايات غربي البلاد.
وذكر بيان لإدارة الدفاع المدني أنه "على أثر الهزة الأرضية التي شعر بها سكان بعض ولايات غرب البلاد، قامت فرقنا بعمليات استطلاع بكل من ولايات تندوف وبني عباس وتيميمون وبشار والنعامة (جمول غرب) وتلمسان وسيدي بلعباس (غرب) ولم تسجل أي خسائر".
وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوة الزلزال بنحو 6.8 درجة، مشيرة إلى أنه وقع على عمق 18.5 كيلومتر، مشيرة إلى أن الزلزال هو الأقوى منذ قرن.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية المغربية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "إن حصيلة القتلى سُجلت بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت"، مضيفة أن عدداً كبيراً من المصابين "تم نقلهم إلى المستشفيات"، مشيرة إلى أن السلطات "سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار".
فيما حدد مركز الزلزال جنوب غربي مدينة مراكش السياحية، على بُعد 320 كلم جنوب العاصمة الرباط. ووقع بُعيد الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي (22,11 ت غ).
وأفاد مسؤول بالمنطقة أن معظم الوفيات وقعت في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها. كما أدى الزلزال إلى تدمير عدد من المباني، ودفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم في حالة من الذعر.
وذكر سكان في مراكش، أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، أن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المُدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وفي 24 فبراير/شباط 2004، ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 درجة على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بُعد 400 كلم شمال شرق الرباط، وأسفر عن 628 قتيلاً، وأضرار مادية جسيمة.
وفي 29 فبراير/شباط 1960، دمّر زلزال مدينة أكادير، الواقعة على الساحل الغربي للبلاد مخلفاً أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.