تسود حالة من التوتر والهدوء الحذر، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا اللبنانية، بعد تجدد الاشتباكات مساء الخميس وحتى صباح الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، تسببت في وقوع إصابات بين المواطنين، ونزوح عدد من الأهالي من المخيم، وسط اتصالات تجرى على أعلى المستويات بين القيادات الفلسطينية واللبنانية لتثبيت الاستقرار.
إذ قالت الجمعية الطبية الإسلامية، في صيدا في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك: "أدّى سقوط قذيفة على إحدى المنازل في منطقة البركسات في الصباح الباكر إلى سقوط 5 إصابات بينهم أطفال ونساء، وقد حضرت فرق الإسعاف والطّوارئ في الجمعيّة وعملت على إخلائهم وإسعافهم، ومن ثمّ نقلهم إلى مستشفى الهمشري".
واندلعت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح ومجموعات مسلحة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف التي تردد صدى صوت انفجاراتها في مدينة صيدا، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
فيما أوضحت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الاشتباكات اندلعت في منطقة تعمير عين الحلوة بعد قيام عناصر من حركة فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني بهجوم على الأحياء التي تسيطر عليها مجموعات إسلامية داخل المخيم.
من جهته قال موقع لبنان 24، الجمعة، إن المخيم يسود فيه حالياً الهدوء بعد وقف لإطلاق النار، حيث تجرى اتصالات حالياً على أعلى المستويات بين القيادات الفلسطينية واللبنانية لتثبيت الاستقرار، وسط حالة من الاستنفار في صفوف حركة "فتح" ضمن مراكزها العسكريّة.
ونقل الموقع عن الناطق الإعلامي باسم حركة "حماس" في لبنان جهاد طه قوله: "هناك من حاول يوم أمس إعادتنا إلى نقطة الصفر في المخيم، وما يجري هو فتنة تسعى جهات مشبوهة لتمريرها".
وأضاف: "إن مشهد التهجير والنزوح الفلسطيني من مخيم عين الحلوة مؤسفٌ جداً وغير مقبول، ولن نسمح لأي جهة بالعبث بأمن المخيّمات الفلسطينية".
كما أكد جهاد طه "على أهمية العلاقة اللبنانية – الفلسطينية، ولن نُفرّط بها أبداً، وسنقف بوجه كل من يحاول العبث بالأمن"، مشدداً على أهمية العمل الفلسطيني المشترك، مؤكداً أن الاشتباكات التي تحصل لا تخدم القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي لحركة فتح في صيدا، إن المسلحين قاموا بتحدي هيئة العمل الفلسطيني بمخيم عين الحلوة، ورفضوا إخلاء المدارس لبدء العام الدراسي.
فيما دعت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان" إلى وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وإفساح المجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بالمخيم وهيئة العمل المشترك في صيدا، للقيام بواجباتهما.
إغلاق الجامعة اللبنانية
وعلى إثر الاشتباكات، أصدرت الجامعة اللبنانية، بياناً أعلنت فيه أنه "بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا، وحرصاً على سلامة الطلاب والعاملين، تُقفل فروع الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا اليوم الجمعة".
البيان أضاف: "تؤجل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم إلى موعد لاحق، على أن تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع، متمنية للجميع السلامة والأمان".
في 29 يوليو/تموز، شهد عين الحلوة اشتباكات مسلحة استمرت 4 أيام، بين "فتح" وفصائل "إسلامية" مسلحة، على خلفية إطلاق نار استهدف أحد القياديين الإسلاميين.
وأدت الاشتباكات، آنذاك، إلى مقتل 14 شخصاً، بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة "فتح"، أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.
وتأسس "عين الحلوة" عام 1948، وهو أكبر مخيم للفلسطينيين في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفاً.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.