في أول زيارة له منذ تعيينه، حل أمس الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2024، ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بمدينة العيون في الصحراء، في إطار جولة تشمل أطراف النزاع الإقليمي حول الإقليم.
أعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا وصل إلى مدينة العيون، الإثنين؛ لإجراء مشاورات "مع كل الأطراف المعنية"، في أول زيارة له إلى هذه المنطقة المتنازع عليها منذ تعيينه في هذا المنصب قبل عامين.
وقالت المنظمة الدولية في بيان، إن ستيفان دي ميستورا "ينتظر بفارغ الصبر إجراء زيارات في المنطقة وعقد لقاءات مع كل الأطراف المعنية قبل نشر تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي في أكتوبر/تشرين الأول".
ويتنازع على إقليم الصحراء المغرب، الذي يعتبره جزءاً من أراضيه ويقترح الحكم الذاتي كحل للصراع، وجبهة البوليساريو الانفصالية التي تُطالب باستفتاء شعبي لتقرير المصير وفصل الصحراء عن المغرب.
لقاءات ستيفان دي ميستورا بالمغرب
والتقى دي ميستورا، عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، وعدداً من شيوخ القبائل الصحراوية، ومسؤولي "مينورسو" (بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء)، إضافة إلى الشخصيات المنتخبة والعسكرية والمدنية.
وقام بكرات رفقة ستيفان دي ميستورا، صباح الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2023، بجولة ميدانية على عدد من المشاريع التنموية بمدينة العيون التي تعتبر حاضرة الصحراء، منها كلية الطب في المدينة ومجموعة من المشاريع الأخرى بالمدينة.
وحسب موقع "كود" المحلي، فقد أجرى ستيفان دي ميستورا أيضاً صباح أمس الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2023، محادثات مطولة مع فعاليات نسائية على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء، من ضمنهن برلمانيات وعضوات بالمجالس المنتخبة، وفاعلات مدنيات واقتصاديات ورياضيات ومثقفات.
عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، قال إن إطلاع دي ميستورا على التطورات الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المنطقة، لتبيان كيف يمكن أن يستمر هذا النزاع في تعطيل المشاريع التنموية التي بدأت أو التي توجد قيد الإنجاز.
وحسب المتحدث الذي صرح لـ"عربي بوست"، فإن هذه الزيارة تندرج فقط في إطار الإعداد للتقرير الذي سيعرضه المبعوث الشخصي للصحراء أمام مجلس الأمن في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وهذه الزيارة ليست بتلك الأهمية طالما أن مجموعة من التوصيات الصادرة عن مجلس الأمن لا يتم تنفيذها، خاصةً ما يتعلق بالإعداد لانعقاد الموائد المستديرة، بسبب رفض وتعنت الجزائر وجبهة البوليساريو.
هذه الزيارة لا يمكن النظر إليها إلا في سياق ترتيب وإعداد التقرير ثم بحث مستقبل بعثة المينورسو في الصحراء، علاوة على ملاحظة خرق البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار وانعكاساته على مهام وأداء بعثة المينورسو وعلى إمكانية مراقبة شروط وقف إطلاق النار.
وحسب المتحدث، فإن ستيفان دي ميستورا سيقف على تنفيذ التوصيات المتعلقة بالإحصاء في مخيمات تندوف، ثم عدم تنفيذ بنود الاتفاقية الدولية لجنيف لسنة 1957 المتعلقة باللاجئين.
العودة للمائدة المستديرة
قالت مصادر "عربي بوست" إن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة يُحاول من خلال زيارته للمغرب إعادة أطراف النزاع إلى الجلوس على طاولة المفاوضات من خلال آلية الطاولات المستديرة.
ويسعى المغرب إلى إيجاد حل سياسي لصراع الصحراء بتقديمه مقترح مبادرة الحكم الذاتي، وذلك في إطار مسلسل "الموائد المستديرة"، وبحضور الأطراف الأربعة المعنية بالقضية (المغرب، والجزائر، وموريتانيا، وجبهة البوليساريو).
لكن من جهتها، ترفض الجزائر الجلوس على طاولة المفاوضات، وتقول إنها غير معنية بصراع الصحراء وتُطالب بمفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو فقط، في الوقت الذي يعتبر المغرب أن الجزائر أحد أطراف النزاع.
وكان دي ميستورا قد حل في 12 يناير/كانون الثاني 2022 بالعاصمة المغربية الرباط، في سياق أول جولة له بالمنطقة، منذ تعيينه، خلفاً للمبعوث السابق، الألماني هورست كوهلر، الذي كان قد استقال عام 2019 لـ"دواعٍ صحية".
وشملت الجولة الأولى لـ"دى ميستورا" الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا، وهي الجولة التي اعتبرها المراقبون جولة لجسّ النبض، والسعي للتحضير للقاءات المستقبلية، ومحاولة تجاوز الانسداد الحاصل منذ استقالة كوهلر.