هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2023، مَن وصفهم بـ"أصحاب العقلية الفاشية"، مهدداً باللجوء إلى القضاء، بعد موجة عنصرية تعرَّض لها اللاجئون أو بعض فئات المجتمع، بسبب "توجهاتهم المحافظة"، وأرجع أردوغان أسبابها لخطاب العنصرية الذي يتبنّاه بعض المسؤولين من المعارضة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام تركية.
وكتب أردوغان في تغريدة طويلة على منصة إكس (تويتر سابقاً): "للأسف، بدأنا نواجه المزيد من الغطرسة في الحافلات العامة والمترو، والمحلات التجارية، وفي الطرق، والمضايقات لمواطنينا". وأضاف أن "عصر الظالمين الذين يرون هذا البلد ملكاً لحفنة قليلة، وهذه الأمة عبيداً لهم، قد ولى"، كما أكد أردوغان أن "كل شخص في تركيا، سواء أكان مواطناً يحمل الجنسية، أو أجنبياً، يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه".
مشيراً إلى أن "بعض الأشخاص لكونهم أجانب، أو يتكلمون لغة أخرى، أو ملتحين، أو المحجبات، يتعرضون للتضييق والضرب لهذه الأسباب في تركيا، لم ولن نقبل بهذا أبداً، وسنحاسب المعتدين أمام القضاء".
رسالة أردوغان للمعارضة
وفي رسالة وجهها الرئيس التركي أردوغان للمعارضة، والتي حمّلها مسؤولية خطاب الكراهية ضد اللاجئين، قال أردوغان: "نعرف جيداً من أنتم، ولماذا تفعلون هذا، ولن تنجوا بأفعالكم" مضيفاً: "يبدو أنكم لم تتعلموا الدرس من صفعة الانتخابات الماضية".
مضيفاً أن "البعض يحاولون حَرْف المجالات التي ينبغي أن توحّدنا جميعاً، حول قيمنا وأفراحنا، وفخرنا المشترك، مثل الثقافة والفنون والرياضة، إلى أدوات للانهزامية".
كما شدَّد الرئيس التركي على أن بلاده ستُواصل الكفاح ضد "العقلية الفاشية، وسوء السلوك السياسي، والانحراف الاجتماعي".
وفي وقت سابق صرَّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حفل تخريج ضباط أكاديمية الدرك وخفر السواحل التركية، في العاصمة أنقرة، أنه "لا يمكننا أن نسمح للعنصرية وكراهية الأجانب، التي ليس لها مكان في تاريخنا وثقافتنا ومعتقداتنا، بالانتشار في مجتمعنا". وأضاف أن تركيا لن تسمح لعدد قليل من الجهلاء بتلطيخ السجل النظيف لبلدنا الذي كان ملجأً للمضطهدين والمظلومين لعدة قرون.
وتشهد تركيا ارتفاعاً في حدة الخطاب العنصري ضد السوريين والأجانب، تقوده أحزاب معارِضة، على رأسها حزب "النصر"، الذي يقوده اليميني المتطرف أوميت أوزداغ.
وفي الآونة الأخيرة تقول السلطات التركية إنها تشنّ حملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية، وتقول إنها تلاحق المهاجرين غير الشرعيين، الذين دخلوا أراضيها بطريقة غير رسمية.