نفى رئيس حركة النهضة التونسية بالنيابة، منذر الونيسي، صحة تسجيلات مسربة نُسبت له، فيما قال راديو "موزاييك" الخاص إن "النيابة أذنت لفرقة أمنية بالبحث في ملابسات هذه التسجيلات"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
الونيسي نفى ذلك في فيديو بثه على فيسبوك، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، غداة نشر الصحفية التونسية شهرزاد عكاشة تسجيلاً لجزء من اتصال هاتفي زعمت أنه جمعها بالونيسي في "علاقة بالصراعات داخل حركة النهضة بالمرحلة القادمة".
عقب ذلك، راج على صفحات التواصل الاجتماعي حديث عن تحالفات للنهضة مع رجال أعمال نافذين في منطقة الساحل (ولايات المهدية والمنستير وسوسة)، سعياً للتموقع مجدداً في الخارطة السياسية، في ظل ما تشهده البلاد من تطورات وتغييرات سياسية منذ 25 يوليو/تموز 2021.
غداة نشر التسجيل، قال منذر الونيسي في فيديو مسجل، إنه لم يتواصل مع الصحفية التونسية المقيمة بالخارج، ولم يدلِ لها بأية تصريحات. ونفى رئيس الحركة بالنيابة أن "يكون صرح للصحفية بمواضيع تخص حياة حزبه الداخلية".
كما نفى أن "يكون تقابل مع رجل الأعمال، رئيس فريق النجم الرياضي الساحلي لكرة القدم، عثمان جنيح وأبنائه، فضلاً عن نفيه التداول معهم في مواضيع تخص الحياة السياسية في تونس ومساعٍ لترشيح جنيح للرئاسة"، وهو ما زعمته الصحفية في التسجيل.
فيما تعهد الونيسي في الفيديو الذي بثه برفع الأمر إلى القضاء، فيما لم يصدر بيان رسمي من حركة "النهضة" بهذا الخصوص حتى اليوم.
من جانبه، قال راديو "موزاييك" الخاص، في خبر بثه الإثنين، إن "وكالة الجمهورية (النيابة) بالمحكمة الابتدائية أذنت للفرق الأمنية المختصة بمباشرة الأبحاث اللازمة للكشف عن ملابسات تسجيل صوتي منسوب إلى منذر الونيسي".
كما "تقرّر تكليف الفرقة الأمنية المختصة بإنجاز جملة من الإجراءات الفنية والعلمية اللازمة، بخصوص الأطراف ذات العلاقة بالتسجيل الصوتي والاطلاع على مدى صحته (…)"، وفق "موزاييك". ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات التونسية حتى توقيت نشر الخبر.
تجدر الإشارة إلى أنه، في 26 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت "النهضة" تكليفها نائب رئيس الحركة منذر الونيسي بتسيير شؤونها إلى حين زوال أسباب غياب رئيسها راشد الغنوشي.
منذر الونيسي الذي يبلغ من العمر 56 عاماً أستاذ بكلية الطب في تونس انتمى إلى الحركة في 1984، وظل ينشط داخلها، ثم انتخب عضواً بمجلس الشورى خلال المؤتمر العام العاشر للحزب (2016).
بينما تشهد تونس، منذ فبراير/شباط الماضي، حملة توقيفات شملت إعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال وسياسيين، بينهم الغنوشي وعدد من قيادات الحركة، منهم علي العريض ونور الدين البحيري وسيد الفرجاني.