تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، مقطع فيديو يوثق اشتعال النيران في آلية لجيش الاحتلال الاسرائيلي وهروب الجنود منها بعد استهدافها بالزجاجات الحارقة في مخيم العروب، شمال مدينة الخليل، رداً على الاعتداء على الفلسطينيات في القدس والخليل.
يأتي استهداف آليات الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي أدانت فيه فصائل فلسطينية، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، ما كشفت عنه تقارير عبرية من قيام مجموعة من الجنود والمجندات في جيش الاحتلال بإجبار 5 فلسطينيات من الخليل على التعري، خلال اقتحام منزل عائلتهن في شهر يوليو/تموز 2023.
قالت حركة حماس إن "انتهاك حرمات بيوت الفلسطينيين في مدينة الخليل، وكشف سِتر النساء تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية؛ يؤكّدان أننا أمام كيان مارق عن كل الأعراف والقيم الإنسانية، متجرِّد من الالتزام بأيٍّ من القوانين الدولية التي تحمي الشعوب الواقعة تحت الاحتلال".
حماس تهاجم انتهاكات الاحتلال
أكدت الحركة في بيان صحفي، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، أن هذه الجريمة تصعيد خطير، "لن يتجاوزه شعبنا الفلسطيني ومقاومته وقواه الحيّة"، وأضافت أن كل هذه الجرائم والانتهاكات التي يمارسها هذا الاحتلال ضد الفلسطينيين بهدف إرهابه وترويعه، وإثنائه عن المضيّ في طريق المقاومة؛ ستسقط أمام صموده وإصراره، وضربات مقاوميه الأبطال.
من جانبه، قال الناطق باسم "الجهاد الإسلامي" طارق سلمي، إن ما كشفته صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها عن انتهاكات خطيرة ارتكبت بحق خمس سيدات من محافظة الخليل، يمثل عدواناً يمس كل الشعب الفلسطيني.
وأضاف سلمي في تصريح صحفي، أن جريمة الاعتداء على النساء تضع كل فلسطيني يحمل سلاحاً أمام واجب تصويب هذا السلاح نحو صدر العدو ورأسه، والانتقام لمن وقع بحقهنّ هذا الانتهاك الخطير. ودعا سلمي إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال، مشيراً إلى أن المقاومة هي الطريق الوحيد لردع جنود الاحتلال وقادته وحماية الفلسطينيين.
فتح تصف ما حدث بالجريمة الحقيرة
من ناحيتها، قالت حركة فتح إن ممارسات الاحتلال بحق السيدات بالخليل جريمة حقيرة تعدت الخطوط الحمراء. وشددت الحركة عن أن مرتكبيها سيدفعون الثمن، وعلى حكومة الاحتلال تَحمُّل المسؤولية الكاملة.
بدورها، قالت حركة المقاومة الشعبية إن جريمة جنود الاحتلال بحق 5 سيدات في الخليل لن تمر دون عقاب وسيدفع الاحتلال ثمن حماقاته.
ودعت الحركة، في بيانٍ صحفي، "المقاومين والشباب، خاصة في مدينة الخليل، للرد على هذه الجريمة فوراً بجميع أنواع العمليات".
مجندتان تجبران فلسطينيات على التعري
كانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت في تحقيق نشرته يوم الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، أن مجندتين ملثمتين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كانتا تحملان السلاح ويرافقهما كلب مدرب على الهجوم، أجبرتا خمس نساء فلسطينيات في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، على خلع ملابسهن بالكامل، كل واحدة على حدة، والتجول أمامهما عاريات.
الصحيفة التقت النساء وأفراداً من العائلة الفلسطينية، وأضافت نقلاً عن النساء، وهن سيدة وابنتها وثلاث من زوجات أبنائها، أن الجنديتين هددتا النساء بإطلاق الكلب لمهاجمتهن في حال عدم انصياعهن لطلبهما، فيما كان جنود في جيش الاحتلال يجرون تفتيشاً جسدياً للرجال من دون أن يجبروهم على خلع ملابسهم.
تفاصيل إجبار الاحتلال فلسطينيات على خلع ملابسهن
أردفت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الواقعة حدثت أثناء قيام جنود الاحتلال بمداهمة بناية لعائلة فلسطينية، "في أعقاب معلومات استخباراتية بوجود أسلحة فيها"، وذلك في العاشر من يوليو/تموز 2023. وتؤوي البناية 26 شخصاً من العائلة نفسها موزعين على ثلاثة بيوت متلاصقة، 15 منهم أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاماً.
أوضحت "هآرتس" أن المداهمة وقعت في تمام الساعة الـ1:30 بعد منتصف الليل بمشاركة نحو 50 جندياً إسرائيلياً، بحسب تقديرات أفراد العائلة، يرافقهم كلبان على الأقل. وانتشر نحو نصف الجنود داخل البيوت وتجوّلوا فيها، بعد أن أيقظوا أصحابها بأضواء الكشافات التي حملوها في أيديهم، وطرقوا الأبواب وهددوا بتحطيمها.
أفراد من أسرة فلسطينية يكشفون ما حدث
أفراد من الأسرة تحدثوا للصحيفة، وقالوا: "كان معظم الجنود ملثمين ولم تظهر سوى أعينهم. وكان وجه أحدهم، الذي بدا أنه الضابط المسؤول ظاهراً، يرتدي بنطالاً عسكرياً وقميصاً (عادياً) بأكمام قصيرة". وقالت النساء للصحيفة إنهن أدخلن الواحدة تلو الأخرى إلى غرفة أطفال، وأجبرن على خلع ملابسهن بالكامل أمام الصغار الذين استيقظوا من نومهم.
ووصفت إحدى النساء أن المجندتين قربتا الكلب الضخم والشرس منها حتى لامس جسدها خلال مطالبتها بخلع ملابسها، فيما كان الأطفال يصرخون من شدة الخوف، كما رأوها تنصاع لأوامر المجندتين، والتجول أمامهما وأمامهم من دون ملابس وهم يرتجفون.
كما احتجز الجنود جميع أفراد العائلة في غرفتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء والأطفال، بينما كان عدد من الجنود عند الأبواب ومنعوهم من إصدار أي صوت.
واكتشف أفراد العائلة، فور خروج الجنود، بحسب ما نقلته الصحيفة عنهم، "اختفاء كيس يحتوي على مجوهرات من ذهب، كان قد اشتراها الابن الأصغر من أجل زواجه القريب، وتبلغ قيمتها نحو 40 ألف شيكل (نحو 11 ألف دولار)".