أطلقت إحدى المنصات الروسية المقرّبة من الكرملين و"المروّجة له" أحدث تهديد نووي ضد الغرب يتعلق بالحرب في أوكرانيا، مُحذّرة من أنَّ الولايات المتحدة قد تكون في خطر من هجوم صاروخي روسي، وفق ما نقلت مجلة Newsweek الأمريكية.
حيث اعترض إيغور كوروتشينكو، رئيس تحرير صحيفة National Defense والضيف الدائم على قناة Russia 1 التليفزيونية -التي يدعو ضيوفها مراراً وتكراراً إلى شن ضربات ضد حلفاء أوكرانيا- على الانتقادات الموجهة إلى السلوك الروسي في الحرب.
وقال كوروتشينكو: "تتلقى روسيا تحذيرات وتهديدات بأننا إذا أسأنا التصرف، أو بحسب رأي مراقب أول الشؤون اللوجستية في الناتو بن هودجز، إذا تجاوزنا ما يعتبره الحدود الضرورية المسموح بها لاستخدام جميع أنواع الأسلحة الروسية، فهو يهددنا بما هو أكثر من مجرد استهداف جسر القرم".
وقد دعا هودجز مراراً إلى تزويد أوكرانيا بجميع الأسلحة التي تحتاجها لاستعادة شبه جزيرة القرم، مثل أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش، التي من شأنها السماح بتوجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، وفق مجلة "نيوزويك".
وقال رئيس التحرير كوروتشينكو إنَّ هودجز يعتقد أنَّ الولايات المتحدة قد تفكر في شن ضربات على قواعد أسطول البحر الأسود الروسي والقوات في شبه جزيرة القرم، وكذلك ضرب القواعد البحرية الروسية في طرطوس بسوريا.
"حملة إعلامية منسقة"
ويعتقد كوروتشينكو أيضاً أنَّ هذه "لم تكن مجرد تصريحات لمتقاعد مؤيد لسياسات الحرب" في إشارة إلى هودجز. لكنها أيضاً "حملة إعلامية منسقة مُصمَّمة للتأثير علينا وعلى الجمهور الغربي".
وفي حين أنَّ الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، فقد بذلت قصارى جهدها لتجنب المواجهة المباشرة مع روسيا ولم تهدد بمهاجمة الأهداف التي أشار إليها كوروتشينكو.
ومع ذلك، قال كوروتشينكو إنه ينبغي أن يكون هناك نقاش حول ما سيحدد "استخدام الأسلحة النووية التكتيكية والسماح بها وما هي الأهداف وما هي التكتيكات التي سنستخدمها".
وفي مقطع فيديو نشره لاحقاً مستشار الشؤون الداخلية الأوكراني أنطون غيراشينكو على موقع إكس (تويتر سابقاً)، صرح كوروتشينكو: "أهم رسالة يجب أن نرسلها إلى الأمريكيين هي أننا لن نشن حرباً معكم في أوروبا".
أهداف داخل الأراضي الأمريكية
وقال رئيس التحرير كوروتشينكو لمذيع برنامج 60Minutes، يفغيني بوبوف: "رداً على الهجمات على المنشآت العسكرية أو المدنية الروسية، ستكون الضربة الأولى بمثابة ضربة وقائية محدودة ضد أهداف على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا وضع نظامها الصاروخي الاستراتيجي Sarmat، الذي يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة، في الخدمة القتالية.
وكتب مستشار الشؤون الداخلية الأوكراني غيراشينكو بجوار الفيديو الذي نشره: "انتباه أيتها الولايات المتحدة! الدعاة الروس يهددون بضربات نووية على الأراضي الأمريكية".
ورداً على تعليقات كوروتشينكو، صرح المسؤول بحلف الناتو هودجز لمجلة "نيوزويك" بأنَّ الإدارة الأمريكية "أدركت أخيراً أنَّ احتمال استخدام روسيا لسلاح نووي ضئيل للغاية".
وقال هودجز: "روسيا هددت بضربات نووية منذ البداية. وأنا آخذها على محمل الجد لأنَّ روسيا تمتلك الآلاف من الأسلحة النووية ولأنها، من الواضح، لا تهتم بعدد الأبرياء الذين قد يموتون".
وأردف: "لكنني أعتقد أنهم يدركون أنَّ أسلحتهم النووية تكون في الواقع أكثر فاعلية عندما لا يستخدمونها. فهم يرون قوة الردع التي نتمتع بها".
أضاف هودجز من شبه جزيرة القرم التي شهدت تصاعداً في الهجمات التي يعتقد أنَّ كييف تنفذها – بما في ذلك جسر كيرتش الذي يربط الأراضي المحتلة بالبر الرئيسي الروسي: "شبه جزيرة القرم هي الأرض الحاسمة في هذه الحرب".
وتابع هودجز: "بمجرد أن تحرر أوكرانيا شبه جزيرة القرم، سينتهي الأمر. أوكرانيا تعلم أنها لن تكون آمنة ولا سالمة، ولن تستطيع إعادة بناء اقتصادها طالما أنَّ روسيا تحتل شبه جزيرة القرم".