شارك آلاف الأشخاص، الجمعة 1 سبتمبر/أيلول 2023، في مظاهرات ضد نظام بشار الأسد في 5 محافظات سورية. وبحسب المعلومات الواردة من مصادر محلية، فقد شهدت كل من محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودرعا والسويداء (جنوب) مظاهرات ضد نظام الأسد.
وبحسب المصادر، خرجت مظاهرات في مناطق رأس العين بالحسكة، وبنش ومعرة مصرين وترمانين التابعة لإدلب، وإعزاز وعفرين والباب ودارة عزة ومارع والأتارب وراجو التابعة لحلب، إلى جانب السويداء ودرعا الخاضعتين لسيطرة النظام. وأطلق المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط نظام الأسد.
ومؤخراً، شهدت عدة مناطق سورية في مقدمتها محافظتا درعا والسويداء، احتجاجات على قرار النظام رفع أسعار الوقود في 16 أغسطس/آب 2023، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
ترديد شعارات برحيل بشار الأسد في السويداء
في حين ردد حشد كبير بالساحة الرئيسية بمدينة السويداء هتافات تقول "بشار بره، سوريا حرة!"، وهي ضمن شعارات أطلقها متظاهرون خرجوا للمطالبة بإسقاط حكم الأسد مطلع عام 2011 قبل أن تقمعهم قوات الأمن التابعة له، وتنجر الأمور إلى صراع مسلح مستمر حتى اليوم.
وبثت شبكات -ترصد الحراك في السويداء على مواقع التواصل- مقاطع فيديو تُظهر ما وصفتها بمشاهد غير مسبوقة "لأكبر مظاهرة ضد الأسد" في تاريخ هذه المحافظة القريبة من الحدود مع الأردن.
مظاهرات في سوريا ضد الأسد
في حين اندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب 2023، بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود، مما عكس ارتفاعاً في الأسعار وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عم أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد وطالبت برحيله في بعضها.
ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء وإعلان المتظاهرين، الأسبوع الماضي، إغلاق مقرات حزب البعث الحاكم وعدد من المؤسسات التابعة للحكومة، أخلت قوات الأسد ثكنات وحواجز عسكرية شرق وجنوب المحافظة.
مظاهرات في درعا
في سياق متصل، تجمع العشرات اليوم أيضاً في محافظة درعا المجاورة التي انطلقت منها احتجاجات عام 2011. وحمل المتظاهرون العلم ذا النجوم الثلاثة الذي يرمز إلى الثورة ضد النظام، فضلاً عن لافتات تنتقد دور إيران الحليف الرئيسي للأسد.
وخرجت كذلك مظاهرات متفرقة داعمة لحراك السويداء في عدد من المناطق شمال وشرق سوريا التي هي خارج سيطرة الحكومة منذ سنوات وتسيطر عليها فصائل تابعة للمعارضة أو ما تسمى قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة.
ولم تقتصر الاحتجاجات الأخيرة على المناطق التي تكرر فيها خروج المظاهرات ضد النظام، وإنما شملت مناطق تصنف كحاضنة شعبية له.
هتافات ضد حزب البعث
أظهرت صور نشرها ناشطون على صفحاتهم بمواقع التواصل، أن بعض سكان محافظة طرطوس الساحلية (شمال غرب) التي تعد معقلاً لمؤيدي نظام الأسد رفعوا لافتات صغيرة كُتب عليها "سوريا لنا وما هي لحزب البعث (الحاكم)" وفي الخلفية صورة الأسد على لوحة إعلانية كبيرة، وفقاً لـ"رويترز".
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت لانخفاض قيمة عملتها إلى رقم قياسي بلغ 15 ألفاً و500 ليرة للدولار بالسوق السوداء، في انهيار متسارع. وكانت العملة المحلية تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار بداية الصراع قبل 12 عاماً.
كان الأسد أصدر قبل أسبوعين مرسوماً بزيادة الأجور بنسبة 100%، كما أعلنت الحكومة قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 200%، مما أسهم في زيادة أسعار معظم المواد بالأسواق.
وتضمن المرسوم الصادر زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص إلى قرابة 13 دولاراً، في حين يتراوح راتب موظف القطاع العام بين 10 و25 دولاراً، وفق سعر الصرف بالسوق السوداء.
ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.