قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاتصالات الليبية-الإسرائيلية ليست جديدة، وإنما تعود لسنوات، وذلك على خلفية الأزمة التي تسبب فيها لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، فيما يبرز اسم اليهودي رافائيل لوزون، الذي وصفته تقارير بأنه "عرّاب التطبيع"، الذي مهَّد الطريق لعقد هذا اللقاء.
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت في تقرير لها، الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، إن "اتفاقية سلام (تطبيع) بين ليبيا وإسرائيل مستبعدة، لكن الاتصال الليبي الإسرائيلي بدأ بمساعدة يهود محليين منذ سنوات".
بينما يزعم رئيس اتحاد اليهود الليبيين، رافائيل لوزون، أنه بادر إلى عقد الاجتماع الثنائي الأول الذي أدى إلى الاجتماع رفيع المستوى في روما، الأسبوع الماضي، وهو ما تنكره طرابلس الآن.
كما نشرت الصحيفة الإسرائيلية صورة تظهر اجتماعاً في رودس، اليونان، في 30 يونيو/حزيران عام 2017، بين وزير الإعلام والثقافة والآثار الليبي السابق، عمر القويري، مع وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق، أيوب قرا، واليهودي رافائيل لوزون.
فيما أعلنت إسرائيل، الأحد 27 أغسطس/آب، أن وزير الخارجية، إيلي كوهين، التقى بنظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، الأسبوع الماضي، في إيطاليا، وهو أول اجتماع رسمي على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في البلدين، وفقاً للصحيفة.
لكن سرعان ما نأى رئيس حكومة الوحدة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، بنفسه عن هذه الخطوة، وأوقف المنقوش عن العمل وبدأ تحقيقاً، في حين أصرّت وزارة الخارجية الليبية على أن الدبلوماسيَّين التقيا بالصدفة، واستبعدت أي خطوات نحو التطبيع مع إسرائيل.
دور اليهودي رافائيل لوزون
في أعقاب إعلان إسرائيل عن الاجتماع، أشارت وسائل إعلام ليبية مختلفة إلى رجل واحد، باعتباره العقل المدبر المحتمل للقاء، وهو لوزون، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
في حين أن اليهودي رافائيل لوزون لم يكن على صلة باللقاء الدبلوماسي الأخير، إلا أنه في مقابلة أجريت معه في وقت متأخر، الأحد، مع تايمز أوف إسرائيل، وصف الاتصالات الأولى التي قام بتسهيلها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين رفيعي المستوى، قبل حوالي ست سنوات، بأنها مهَّدت الطريق أمام لقاء الأسبوع الماضي.
تقول الصحيفة الإسرائيلية، إنه في يونيو/حزيران 2017، رتَّب اليهودي رافائيل لوزون اجتماعاً في جزيرة رودس اليونانية، ضمّ وفوداً من البلدين.
مثّل إسرائيل وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك، جيلا جمليئيل، التي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات آنذاك، أيوب قرا، ونائب رئيس الكنيست يهيل بار، واللواء المتقاعد يوم توف ساميا، وهو أيضاً من أصل ليبي، وترأس الوفد الليبي في رودس وزير الإعلام والثقافة والآثار آنذاك عمر القويري.
في سياق متصل، قال لوزون لـi24NEWS إن "اللقاءات الليبية الإسرائيلية ليست جديدة". وأضاف أن "هناك من الشعب الليبي من رحّب وكان فرحاً بالاجتماع، ومن جانب آخر هناك من هاجم اللقاء، ما أسفر لاحقاً عن وقوع احتجاجات ومظاهرات عنيفة".
كما أشار اليهودي رافائيل لوزون إلى "مجموعة من الاجتماعات والاتصالات بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين، كان على اطّلاع عليها، والتي جرت قبل وبعد الثورة الليبية". وقال إنه بعد اجتماع رودس رتَّب "عدة لقاءات غير رسمية في أوروبا، مع شخصيات دبلوماسية ليبية وإسرائيلية".