قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، بعد وصوله إلى قاعدة فلامنغو البحرية العسكرية في بورتسودان بولاية البحر الأحمر لتفقُّد القوات البحرية السودانية، إن الحديث عن خروجي من الخرطوم باتفاق سياسي أو صفقة أو بمساعدة جهة خارجية "مجرد وَهْم".
وفي كلمة من القاعدة البحرية، نفى البرهان عقد أي اتفاق أو صفقة مع قوات الدعم السريع، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجيش مستمر في "القتال ضد المتمردين" بمفرده دون أي ظهير.
وتابع البرهان: "ما تقوم به هذه المجموعات لا تشبه السودانيين، ولا أخلاقهم ولا أعمال وخصائل الشعب السوداني"، مشيراً إلى أن "كل الشعب يقف مع الجيش، وسنهزم هذا التمرد وهذه الخيانة، وهؤلاء المرتزقة القادمون من مختلف أصقاع الدنيا".
وأظهر مقطع مصور نشرته القوات المسلحة السودانية على صفحتها فيسبوك البرهان وهو يمشي وسط حشود عسكرية كبيرة رحبت بحضوره بالهتافات، فيما علت أصوات أبواق السيارات، كما قام القائد العام للقوات المسلحة بمصافحة عدد من العسكريين وسط استقبال حار.
ووصل عبد الفتاح البرهان، الأحد 27 أغسطس/آب، إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر بطائرة خاصة، وذلك استعداداً للقيام بأول جولة خارجية له منذ بداية الحرب في البلاد.
وأظهر فيديو البرهان وهو يسير على سجادة حمراء وسط استقبال رسمي كبير، على وقع موسيقى السلام الوطني.
وفي وقت سابق، ذكر الجيش السوداني أن قائده يواصل "جولاته التفقدية لبعض المناطق العسكرية داخل وخارج منطقة العاصمة المركزية".
يُذكر أن البرهان كان زار قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي.
ونقلت صحيفة "سودان تريبيون" الخاصة، في وقت سابق عن مصادر مطلعة، أن "البرهان سيغادر إلى مصر والمملكة العربية السعودية، ضمن جولة تشمل عدة عواصم؛ لبحث إنهاء الحرب في السودان" بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت.
يُذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل/نيسان، هيمنت قوات الدعم السريع على الأرض في العديد من مناطق الخرطوم، في حين حافظ الجيش، الذي يمتلك طائرات حربية ومدفعية ثقيلة، على سيطرته على قواعده الرئيسية في العاصمة، وفي الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، حسب رويترز.
فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين للسيطرة على القواعد وطرق الإمداد غرب الخرطوم في منطقتي كردفان ودارفور.
وتتواصل المعارك بين الجانبين في العديد من المناطق بلا هوادة، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص وفق منظمة أكليد، ونزوح أكثر من 4 ملايين سواء داخل السودان أو إلى بلدان مجاورة.