بث ناشطون سوريون صوراً قالوا إنها لإغلاق محتجين مقر فرع حزب البعث في محافظة السويداء (جنوب) التي شهدت الأحد 27 أغسطس/آب 2023 إضراباً عاماً وإغلاق جميع الدوائر الحكومية والحزبية، مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني. وتطالب الاحتجاجات في السويداء بتحسين الواقع المعيشي المتردي بسبب الانهيار الاقتصادي.
قال أيهم الشوفي أحد نشطاء الحراك المدني إن كافة الدوائر في محافظة السويداء وريفها أغلقت بالكامل عدا الدوائر الخدمية كالمياه والكهرباء والصحة، كما أغلقت الشوارع المؤدية لمبنى المحافظة وكذلك مبنى فرع حزب البعث.
أضاف أنه عندما فتح عناصر من كتائب البعث الباب الخارجي للبناء، عاد المتظاهرون وأغلقوا الباب بشكل كامل وتم تحذيرهم من فتح الباب والعودة للمبنى الفرع الذي أغلقت كافة مقراته في عموم مناطق المحافظة، كما أغلقت جميع الدوائر الحكومية.
استمرار المظاهرات ضد بشار وحزب البعث
ردد المعتصمون الذين شاركهم عشرات النساء "حرية للأبد غصباً عنك يا أسد – الشعب يريد إسقاط النظام – ثورتنا مش ثورة جوع ثورتنا ضد الركوع".
وانطلقت الاحتجاجات والإضرابات في محافظة السويداء منذ أسبوع بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتدني المستوى المعيشي إثر انهيار سعر صرف العملة المحلية (الليرة) وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
واتسعت الاحتجاجات، تنديداً بالوضع الاقتصادي، وتأييداً للمحتجين في السويداء حيث نظمت احتجاجات متفرقة في 6 محافظات أخرى. والأسبوع الماضي، أصدر نظام بشار الأسد مرسوماً بزيادة الأجور بنسبة 100%، كما أعلنت الحكومة قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 200%.
ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، في حين يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم بسبب انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
فيما واصل مئات المحتجين في محافظة السويداء، جنوبي سوريا الخروج إلى الشوارع في حراك شعبي للاحتجاج على تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والدعوة إلى إجراء تغيير سياسي عميق في البلاد، وسط هتافات برحيل رئيس النظام بشار الأسد.
الاحتجاجات المستمرة، وجدت صدى واسعاً في محافظات سورية، خصوصاً الخارجة عن سيطرة النظام، فيما تمددت المظاهرات المساندة للسويداء في محافظات أخرى، التي كما يبدو أربكت النظام.
إذ نشر موقع "السويداء 24″، وهو منصة للناشطين تسعى إلى توفير تغطية إعلامية للمحافظة، مقاطع فيديو وصوراً من الاحتجاجات التي تمركزت في أكثر من منطقة بالمحافظة، حيث تعالت الهتافات المطالبة بمحاربة الفساد وإسقاط النظام.
إلى ذلك، قال أحد المحتجين وفقاً لفيديو نشره موقع السويداء: "نحن نطالب بدولة عدل.. ودولة كرامة.. ودولة ديمقراطية ونحن صبرنا كثيراً على الظلم والفساد ولا بد من الوقوف ضد هذا الفساد".
فيما قال شهود ونشطاء المجتمع المدني إن سكاناً تجمعوا في ميدان رئيسي بالمدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد في احتجاجات اندلعت الأسبوع الماضي بسبب رفع حاد مفاجئ لأسعار البنزين.
واجتمع الزعماء الدينيون البارزون بالطائفة الدرزية، الذين كانوا موالين للحكومة فيما سبق، يوم الخميس للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، وأقروا بالحق في الاحتجاج السلمي على سياسات الحكومة، لكنهم أحجموا عن تأييد المطالبات واسعة النطاق بتنحي الأسد.
وقالت قوات الأمن إن السلطات في دمشق حريصة على تفادي أي تصعيد في السويداء.
وظلت المدينة تحت سيطرة الحكومة خلال الصراع ولطالما قاومت الأقلية الدرزية في المدينة استدراجها إلى حرب أهلية يحارب فيها بشكل رئيسي معارضون من الأغلبية السنية في سوريا حكم الأسد.
يذكر أنه ومنذ أيام أصدر رئيس النظام مرسوماً بزيادة الأجور بنسبة 100%، كما أعلنت الحكومة قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 200%.
وتضمن المرسوم الصادر زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص إلى قرابة 13 دولاراً، في حين يراوح راتب موظف القطاع العام بين 10 و25 دولاراً، وفق سعر الصرف بالسوق السوداء.
ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، في حين يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.