سلّم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الخميس 24 أغسطس/آب 2023، نفسه لسجن في جورجيا؛ لأخذ بصماته إثر اتهامه بالتلاعب بنتيجة الانتخابات في هذه الولاية عام 2020، في خطوة تمهد الطريق أمام محاكمة جنائية رابعة، فيما يسعى للترشح مجدداً للبيت الأبيض.
وتوجه ترامب إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا، حيث وجّه القضاء له ولـ18 شخصاً آخرين تهمة "الابتزاز" وارتكاب عدد من الجرائم بهدف قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في هذه الولاية الرئيسية التي فاز بها الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وتعني إجراءات التوقيف الكلاسيكية أن تؤخذ بصمات المتهم وتُلتقط له صور جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالةٍ قيمتها 200 ألف دولار في قضية ترامب، بحسب ما قالت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2024، تلقي العديد من القضايا الجنائية بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.
كما يأتي هذا بعد ساعات من المناظرة الأولى في ميلووكي للجمهوريين المرشحين للانتخابات التمهيدية التي آثر عدم المشاركة فيها، بدعوى أن استطلاعات الرأي تؤكد تصدّره بفارق كبير عن بقية منافسيه، إلا أنه مع ذلك خطف الأضواء.
وبدأت المناظرة في ميلووكي بولاية ويسكنسن بعد دقائق من بث مقابلة مسجلة للإعلامي اليميني المتشدد تاكر كارلسون مع ترامب عبر منصة "إكس". وقال ترامب: "قررت أنه من الأنسب لي ألّا أشارك في المناظرة. هل أجلس هناك ساعة أو ساعتين.. وأتعرض للمضايقة من أشخاص لا يجدر حتى أن يكونوا مرشحين للرئاسة؟".
وأكد ترامب أن التهم الموجهة إليه في أربع قضايا، "تافهة ولا معنى لها ومفتعلة"، واتهم بايدن بتسخير قدرات وزارة العدل لعرقلة محاولته الوصول إلى البيت الأبيض.
وشُددت الإجراءات الأمنية قبل وصول ترامب إلى سجن مقاطعة فولتون، وهو معروف بأنه "غير آمن" ويفتقر إلى شروط النظافة وموبوء بالحشرات، ويشمله تحقيق تجريه وزارة العدل بعد وفاة عدد من السجناء فيه.
والأربعاء، قام رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، المتهم بمساعدة ترامب على التلاعب بالانتخابات، بتسليم نفسه لسلطات ولاية جورجيا التي أطلقت سراحه لاحقاً بكفالةٍ قدرها 150 ألف دولار.
ويواجه التهم نفسها كل من مارك ميدوز، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، وجون إيستمان وهو محامٍ محافظ.
ويواجه ترامب أربع محاكمات جنائية، العام المقبل خلال موسم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الذي يبدأ في يناير/كانون الثاني وفي ذروة الحملة الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقدم المدّعي الخاص، جاك سميث، مقترحاً ببدء محاكمة الرئيس السابق في يناير/كانون الثاني 2024، بتهم التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020 وبحملة من الأكاذيب كانت وراء الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 والذي نفذه مؤيدو ترامب.
وفيما طلب محاموه تحديد أبريل/نيسان 2026، موعداً لمحاكمة موكلهم في التهم الفيدرالية الموجهة إليه بالتآمر لإلغاء نتيجة انتخابات 2020، أي بعد فترة طويلة نسبياً من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، من المقرر أن تصدر القاضية تانيا تشوتكان، في 28 أغسطس/آب، قرارها بشأن موعد المحاكمة.
وطلبت المدعية العامة، فاني ويليس، تحديد الرابع من مارس/آذار 2024، موعداً لبدء محاكمته في التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، وهو الشهر نفسه الذي من المقرر أن يمثل فيه ترامب للمحاكمة بنيويورك في التهم الجنائية الموجّهة إليه في قضية تزوير وثائق على صلة بدفع مبلغ للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز مقابل التستّر على علاقة يعتقد أنها كانت قائمة بينهما.
من المزمع أن يمثل ترامب في مايو/أيار 2024، أمام هيئة محلفين في فلوريدا، في قضية يتّهم فيها بانتهاك قانون مكافحة التجسس.