عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إكس، المعروف سابقاً باسم تويتر، الخميس 25 أغسطس/آب 2023 بمنشور يظهر صورة له من عملية احتجازه في سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، وذلك بعد أن غادر السجن بعد فترة وجيزة من إيقافه.
والمنشور الذي يدعو إلى التبرعات هو أول تواصل مباشر مع الجمهور على المنصة التي حظرته بعد هجوم مناصرين له في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكونغرس.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، غيرت المنصة موقفها ذلك في عهد الملياردير إيلون ماسك، الذي يصف نفسه بأنه "مؤيد لحرية التعبير" والذي اشترى تويتر في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
ونشر ترامب، الذي كان لديه أكثر من 88 مليون متابع عندما حظره تويتر، صورة يوم الخميس مع عبارة "تدخل في الانتخابات! لا تستسلم أبداً!".
يشار إلى أن تويتر أوقف في وقت سابق حساب ترامب، مشيراً إلى خطر المزيد من التحريض على العنف بعد اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي.
وكان الرئيس الأمريكي السابق يستخدم تويتر ومنصات تواصل اجتماعي أخرى للزعم أن هزيمته في انتخابات 2020 كانت بسبب تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع ولمشاركة نظريات المؤامرة الأخرى.
الإفراج المشروط عن ترامب!
ويأتي هذا بعد أن غادر الرئيس الأمريكي ترامب، صباح الجمعة، السجن في ولاية جورجيا بعد اعتقاله لفترة وجيزة، حيث وافق ترامب على دفع كفالة بقيمة 200 ألف دولار وشروط أخرى بينها عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتخويف المتهمين الآخرين أو الشهود في القضية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية.
وندّد ترامب بما وصفه بـ"المهزلة القضائيّة" بعد توقيفه رسمياً الخميس بتهمتَي الابتزاز والتآمر في جورجيا، وقال ترامب لنيوز ماكمس بينما كان يستعدّ للسفر من أتلانتا، بعد أن أوقِف فترة وجيزة والتُقِطت له صورة جنائيّة في سجن مقاطعة فولتون: "ما حدث هنا هو مهزلة قضائيّة. لم نرتكب أيّ خطأ. لم أرتكب أي خطأ". وأضاف: "ما يفعلونه هو تدخّل في الانتخابات".
ترامب يسلم نفسه
وفي وقت سباق سلّم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نفسه لسجن في جورجيا؛ لأخذ بصماته إثر اتهامه بالتلاعب بنتيجة الانتخابات في هذه الولاية عام 2020، في خطوة تمهد الطريق أمام محاكمة جنائية رابعة، فيما يسعى للترشح مجدداً للبيت الأبيض.
وتوجه ترامب إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا، حيث وجّه القضاء له ولـ18 شخصاً آخرين تهمة "الابتزاز" وارتكاب عدد من الجرائم بهدف قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في هذه الولاية الرئيسية التي فاز بها الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وتعني إجراءات التوقيف الكلاسيكية أن تؤخذ بصمات المتهم وتُلتقط له صور جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالةٍ قيمتها 200 ألف دولار في قضية ترامب، بحسب ما قالت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2024، تلقي العديد من القضايا الجنائية بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.
كما يأتي هذا بعد ساعات من المناظرة الأولى في ميلووكي للجمهوريين المرشحين للانتخابات التمهيدية التي آثر عدم المشاركة فيها، بدعوى أن استطلاعات الرأي تؤكد تصدّره بفارق كبير عن بقية منافسيه، إلا أنه مع ذلك خطف الأضواء.
اتهامات تلاحق ترامب
ويواجه ترامب أربع محاكمات جنائية، العام المقبل خلال موسم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الذي يبدأ في يناير/كانون الثاني وفي ذروة الحملة الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقدم المدّعي الخاص، جاك سميث، مقترحاً ببدء محاكمة الرئيس السابق في يناير/كانون الثاني 2024، بتهم التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020 وبحملة من الأكاذيب كانت وراء الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 والذي نفذه مؤيدو ترامب.
وفيما طلب محاموه تحديد أبريل/نيسان 2026، موعداً لمحاكمة موكلهم في التهم الفيدرالية الموجهة إليه بالتآمر لإلغاء نتيجة انتخابات 2020، أي بعد فترة طويلة نسبياً من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، من المقرر أن تصدر القاضية تانيا تشوتكان، في 28 أغسطس/آب، قرارها بشأن موعد المحاكمة.
وطلبت المدعية العامة، فاني ويليس، تحديد الرابع من مارس/آذار 2024، موعداً لبدء محاكمته في التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، وهو الشهر نفسه الذي من المقرر أن يمثل فيه ترامب للمحاكمة بنيويورك في التهم الجنائية الموجّهة إليه في قضية تزوير وثائق على صلة بدفع مبلغ للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز مقابل التستّر على علاقة يعتقد أنها كانت قائمة بينهما.
من المزمع أن يمثل ترامب في مايو/أيار 2024، أمام هيئة محلفين في فلوريدا، في قضية يتّهم فيها بانتهاك قانون مكافحة التجسس.