يخطط مالك ربراب، الرئيس التنفيذي لشركة "سيفيتال" الجزائرية، لإجراء "إعادة هيكلة" عميقة لشركة الأغذية الزراعية العملاقة، منقلباً في خطته على استراتيجية التوسع المركزية التي لطالما اتبعها والده يسعد ربراب، وفق ما ذكره موقع Africa Intelligence الفرنسي، الخميس 24 أغسطس/آب 2023.
حسب الموقع الاستخباراتي الفرنسي، فإن مجلس إدارة شركة "سيفيتال" يعمل بعيداً عن الأنظار على توسيع نطاق اللامركزية وتمديده إلى وحدات أخرى في المجموعة الصناعية الكبرى في عام 2024. وقد قررت الشركة بالفعل في أبريل/نيسان تحويل مصنعها لسحق البذور الزيتية إلى شركة تابعة.
نهاية عهد يسعد ربراب
يرى الرئيس التنفيذي مالك ربراب أن المجموعة قد وصلت إلى منعطف استراتيجي في تاريخها بعد أن تولى منصبه خلفاً لوالده يسعد ربراب في عام 2022. فقد كان الوالد، الذي أسس المجموعة، يميل إلى اتباع نهج شديد المركزية في إدارة أنشطة الشركة.
تذهب خطة إعادة الهيكلة إلى أن بعض الوحدات الإحدى عشرة المكوِّنة للمجموعة يمكن تحويلها إلى شركات تابعة تتمتع بالاستقلال المالي والإداري. ولا تقتصر الخطة على قسم البذور الزيتية، بل تمتد إلى أقسام الزيوت النباتية، والسكر، والطاقة، وهندسة البلاستيك (مصنع الإنتاج بسطيف)، والمشروبات. ومن المفترض أن يندمج قسم المشروبات في مصنع العصائر والمعلبات والصلصات ببلدية القصر، ومصنع المياه المعدنية بمدينة تيزي وزو.
فيما وقع الاختيار بالفعل على 3 من كبار المسؤولين التنفيذيين لتولي مسؤولية هذه الشركات التابعة الجديدة، وهم: مدير التصنيع بوحدة إنتاج الزيوت النباتية مصطفى يوكينان، ومدير التصنيع بوحدة إنتاج السكر شريف صقر، ومدير الأداء بوحدة إنتاج الصلصات والمشروبات نادر رشيدي.
أما فيما يتعلق بالوحدة الرئيسية لسحق البذور، والتي ستعرف في المستقبل باسم محطات سحق البذور، فإن لونس إهدادين، الذي يدير المشروع ويشرف على بناء مصنعه الجديد بعد استدعائه لهذا الدور قبل بضعة أشهر، هو أقرب مرشح قد يقع عليه الاختيار لتشغيل الشركة التابعة الجديدة، وهو رفيق موثوق به لدى يسعد ربراب، وكان مدير العمليات في فريق الإدارة المركزية للمجموعة في الجزائر العاصمة منذ ما يقرب من 5 سنوات.
الحَجْر على أغنى رجل في الجزائر
كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن رجل الأعمال الشهير وأثرى رجل في الجزائر (4.6 مليار دولار) يسعد ربراب لم يعد قادراً على التصرف في أمواله بسبب حَجْر عائلته عليه.
ووفق المصادر ذاتها، فإن ربراب الذي أعلن تقاعده قبل أشهر من رئاسة مجمع سيفيتال الضخم فقد حصته المقدرة بـ45% في المجمع لصالح أبنائه.
ويدير الشركة العائلية حالياً نجله الأكبر مليك ربراب الذي تمكن من كسب ثقة عائلته والسلطات الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون، بعد سنوات من العداء بسبب ارتباطات يسعد ربراب مع الدولة العميقة، وعلى رأسها مدير المخابرات السابق الفريق المتقاعد محمد مدين.
وكان ربراب قد دخل في حرب شاملة مع السلطات الجزائرية حاول فيها السيطرة على أكبر مجمع إعلامي في البلاد (مجمع الخبر) سنة 2017، ثم دعم المرشح الرئاسي علي غديري لانتخابات 2019 لمنافسة عبد العزيز بوتفليقة قبل إلغائها بسبب اندلاع الحراك الشعبي.
وزُج بربراب في السجن شهر أبريل/نيسان 2019 بتهمة مخالفة حركة رؤوس الأموال، ليغادره بعد الانتخابات الرئاسية التي أفرزت عبد المجيد تبون رئيساً للبلاد.