تقدمت منظمة حقوقية بشكوى قانونية في النرويج بحق رجل زعم أنه مقاتل عراقي، وقد اعترف -على ما يبدو- بقتل مدنيين خلال الحرب في سوريا أثناء القتال إلى جانب قوات بشار الأسد، بينهم رضيع لم يتجاوز عمره شهراً واحداً، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023.
إذ قال "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" إنه تقدم بشكوى إلى وحدة جرائم الحرب في النرويج، بشأن الرجل العراقي الذي يعيش في البلاد منذ 6 سنوات.
استشهدت المنظمة بعدةِ مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت، يقول فيها الرجل إنه قتل مدنيين أثناء قتال المعارضة السورية، وهو في صفوف ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
أضاف المركز، في بيان له، أن "المشتبه فيه كشف أيضاً عن قتله عدداً من الأطفال السوريين، دون تحديد عددهم بالضبط، وأن أصغر هؤلاء الأطفال كان يبلغ من العمر شهراً بالكاد"، ويقول الرجل، في مقطع فيديو، إنه "قتل الرضيع البالغ من العمر شهراً واحداً، وهو في أحضان أمه الباكية".
تتضمن الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي كذلك تهديدات بالقتل لسوريين مقيمين في النرويج. وطالب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بـ"فتح تحقيق هيكلي"، وقال إن الشرطة أكدت تسلّم الشكوى يوم الإثنين 21 أغسطس/آب.
مشاركة الحشد الشعبي في حرب سوريا
جديرٌ بالذكر أن قوات الحشد الشعبي هي وحدات شبه عسكرية أنشأها العراقيون عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكانت من بين القوات الأجنبية التي سافرت إلى سوريا لمساعدة نظام الأسد في قتال قوات المعارضة السورية.
كما اتُّهمت قوات الحشد الشعبي وميليشيات أجنبية أخرى بتنفيذ عمليات اعتقال تعسفي، وجرائم تعذيب، وغيرها من الانتهاكات في جميع أنحاء البلاد.
فيما احتدم الصراع في سوريا منذ عام 2011 حين فتحت قوات الأمن الموالية للنظام السوري النارَ على المتظاهرين المسالمين المؤيدين للديمقراطية؛ ما أدى في النهاية إلى إشعال حرب أهلية في سوريا واستعانة نظام الأسد بقوات أجنبية كفلت له البقاء في الحكم. وأفضت الحرب إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين من البلاد وتحويلهم إلى لاجئين.
بينما شهدت السنوات الماضية محاكمة عدد من السوريين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، في أوروبا. وفي العام الماضي، أصدرت محكمة ألمانية حكماً بالسجن مدى الحياة بحق مسؤول بارز سابق في النظام السوري، بتهمة الإشراف على عشرات جرائم القتل في منشأة استجواب بُعيد ابتداء الحرب.