الغموض يلف مصير “بريغوجين”! هل قُتل فعلاً قائد مجموعة فاغنر الروسية في تحطم الطائرة شمال موسكو؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/23 الساعة 22:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/24 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
الزعيم الراحل لمجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين - رويترز

ما زال الغموض يلف مصير قائد مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، الحليف السابق للرئيس فلاديمير بوتين قبل تمرده عليه، وذلك بعد أن أكدت وكالات أنباء روسية سقوط طائرة خاصة وتحطمها، مساء الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، كان يفغيني بريغوجين أحد ركابها. 

وأظهرت مقاطع تم تداولها بشكل واسع على منصات روسية حطام طائرة وقد تهشم بشكل كامل وما زال مشتعلاً على الأرض، ومشاهد أخرى للحظات سقوطها من السماء. 

بحسب بيانات روسية نقلتها وكالتا رويترز والأناضول، فإن الطائرة الخاصة التي سقطت كانت تقل 7 ركاب، إضافة إلى 3 هم طاقم الطائرة، فيما أكد بيان لوكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية، أن اسم قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، كان من بين قائمة ركاب الطائرة.

وبناءً على ذلك، تداولت وسائل الإعلام بشكل واسع نبأ مقتل بريغوجين، فيما لم يتم التأكد بعد من أن بريغوجين كان على متن الطائرة فعلياً، وهو ما قد يثبته التأكد من هوية جثث ركاب الطائرة العشرة.  

وجاء على قناة (جراي زون) على تليغرام: "رئيس مجموعة فاغنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قُتل نتيجة أفعال خونة لروسيا"، كما زعمت قنوات على منصة تليغرام مقربة من "فاغنر"، أن الطائرة أسقطتها أنظمة الدفاع التابعة للجيش الروسي. 

رغم ذلك، نقلت قناة الجزيرة القطرية في وقت متأخر من الليل، عن مصدر سياسي في مجموعة فاغنر، تأكيده أن خبر وفاة بريغوجين ليس مؤكداً. 

حيث قال المصدر السياسي: "لا تخمينات لدينا حتى الآن، ونتواصل مع السلطات التي تدرس الوضع بشكل شامل"، كما أضاف: "لم يتم التأكد من وجود جثة بريغوجين، نرجو من وسائل الإعلام عدم نشر معلومات غير دقيقة عن مجلس قيادات فاغنر ومصير بريغوجين".  

ما أثار مزيداً من اللبس، ما أظهرته بيانات تتبع رحلات الطيران من أنه بعد وقت قصير من سقوط الطائرة، غيرت طائرة خاصة ثانية مرتبطة ببريغوجين وجهتها بعد أن كانت متجهة فيما يبدو إلى سانت بطرسبرغ مقر بريغوجين الأساسي، وعادت إلى موسكو وهبطت لاحقاً.

من جانبها، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، عن هيئة الطيران قولها إن "تحقيقاً بدأ في حادث تحطم طائرة (إمبراير) الذي وقع الليلة، ووفقاً لقائمة الركاب، كان من بينهم اسم ولقب يفغيني بريغوجين".

فيما قالت وزارة الطوارئ الروسية في بيان، إن الطائرة الخاصة (إمبراير ليجاسي) التي أقلعت من موسكو إلى سانت بطرسبرغ تحطمت بالقرب من قرية كوجينكينو بمنطقة تفير.

وذكرت الوزارة أن عشرة أشخاص كانوا على متن الطائرة، وهم سبعة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم. وأضافت أنه بحسب المعلومات الأولية، فإن جميع من كانوا على متن الطائرة لقوا حتفهم.

وفيما تشير غالبية المؤشرات والمصادر إلى وفاة بريغوجين في هذه الحادثة، إلا أنه لا زال أمام الجميع انتظار بيان رسمي من الجهات المختصة في موسكو يؤكد ذلك. 

ووفاته، إذا تأكدت، ستترك مجموعة فاغنر التي أثارت غضب الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران 2023، بتنظيم تمرد مسلح لم يكتمل ضد كبار ضباط الجيش، بلا قيادة وستثير تساؤلات حول عملياتها المستقبلية في إفريقيا وأماكن أخرى.

وبصرف النظر عن المسؤول عن الحادث أو أياً كان، فإن موته سيخلص بوتين أيضاً من الشخص الذي شكَّل أخطر تحدٍّ لسلطة الزعيم الروسي منذ وصوله إلى السلطة في 1999.

آخر ظهور لـ"قائد فاغنر"

كان بريغوجين قد نشر الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، أول كلمة مصورة له منذ قيادته التمرد ضد الجيش، حيث ظهر في مقطع ربما صُوّر في إفريقيا، على قنوات تابعة له على تليغرام.

ظهر بريغوجين واقفاً في منطقة صحراوية مرتدياً زياً مموهاً وبيده بندقية، وشوهد على مسافة بعيدةٍ مزيد من الرجال المسلحين وشاحنة صغيرة، وقال: "درجة الحرارة أكثر من 50 والأمور تسير بالشكل الذي نرغب فيه.‭‭ ‬‬مجموعة فاغنر تجعل روسيا أعظم في جميع القارات و(تجعل) إفريقيا أكثر حرية. (نعمل على تحقيق) العدالة والسعادة للشعوب الإفريقية، نحن نجعل الحياة كابوساً لتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وغيرهما من قُطاع الطرق".

كان بريغوجين قد نفذ السبت 24 يونيو/حزيران 2023، ما اعتبرته روسيا "تمرداً مسلحاً" على الجيش، عبر دخول قوات فاغنر مدينة روستوف، قبل التوجه إلى مدينتي فورونيغ وليبيتسك، لكنه أعلن مساء اليوم ذاته سحب مقاتليه إلى معسكراتهم؛ "تجنباً لسفك الدماء الروسية" بناءً على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.​​​​​​​

اشتعل تمرد "فاغنر" بعدما اتهم زعيمها بريغوجين، الجيش الروسي بقصف قواته من الخلف في أوكرانيا، وهو ما نفاه الجيش، وكان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.

كان بوتين قد وصف في كلمة له، التمرد الذي شنته فاغنر بأنه "انقلاب مسلح"، مشيراً إلى أن "هناك من قاموا بأعمال إجرامية كانت ستؤدي إلى تقسيم المجتمع.. ومنظمو الانقلاب خانوا الوطن والشعب"، وأضاف أن "الانقلاب المسلح كنا سنقضي عليه في كل الأحوال"، دون أن يشير بوتين في خطابه بشكل مباشر، إلى رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، الذي قاد التمرد.

لعبت "فاغنر" دوراً كبيراً في الحرب التي شنها الرئيس الروسي بوتين على أوكرانيا، وشكّلت قوة أساسية في العديد من المعارك التي مكّنت القوات الروسية من السيطرة على أراضٍ أوكرانية.

تحميل المزيد