قال موقع The Daily Beast الأمريكي، الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، إن مقاتلي فاغنر يغادرون بيلاروسيا بأعداد كبيرة، بعد أسابيع قليلة من انتقالهم إليها بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب محاولتهم الفاشلة في الوصول إلى موسكو.
حيث انخفض عدد وحدة فاغنر من المرتزقة من حوالي 5800 شخص إلى 4400 شخص، ويُعزى هذا جزئياً إلى انخفاض الدخول التي يحصلون عليها في الأسابيع الأخيرة، منذ انتقالهم إلى بيلاروسيا، وذلك حسبما أبلغت مصادر في البلاد مركز المقاومة الوطني التابع لقوات العمليات الخاصة بالقوات المسلحة الأوكرانية.
مرتزقة فاغنر يتوجهون إلى إفريقيا
حسب الموقع الأمريكي، يذهب بعض المقاتلين بدلاً من هذا للعمل في البلاد الإفريقية، حيث تملك فاغنر حضوراً أكثر رسوخاً واستدامة، حسبما تقول كييف. بينما يقال إن آخرين يسافرون في عطلة.
فيما قالت قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية: "النظام في بيلاروسيا لا يُرضي بعد مدربي فاغنر بمستوى المدفوعات مقابل الخدمات، ونتيجة لذلك لا يخطط غالبية المدربين للبقاء في البلاد لمدة طويلة".
يعد هذا النزوح الواضح أحدث حلقة في سلسلة من الأحداث الدراماتيكية التي بدأت في يونيو/حزيران، عندما أمر زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، جنوده المرتزقة بالمسير نحو موسكو. في ذلك الوقت، كان بريغوجين قد سئم من نهج وزارة الدفاع الروسية المتعلق بشراكتها مع مقاتليه في الحرب في أوكرانيا.
فيما فشلت جهود التمرد في نهاية المطاف، ونُقل مقاتلو فاغنر إلى بيلاروسيا المجاورة، بعد اتفاقية جرى التوصل إليها بين بوتين وبريغوجين.
كانت التكهنات تدور على مدى أسابيع حول ما إذا كان المرتزقة سوف يستمرون في بيلاروسيا. وفقاً لمصدر روسي مطلع، كانت مجموعة فاغنر تنقل بالفعل مئات المقاتلين بالحافلات من بيلاروسيا إلى مدن فارونيش وروستوف وكراسنودار، في وقت سابق من هذا الشهر.
قالت قناة VchK-OGPU في تطبيق تليغرام: "رسمياً، هذا يسمى إرسال المقاتلين في إجازة. ومع ذلك، لا يتحدث أحد عن العودة إلى بيلاروسيا". ويقول المصدر إن عملية النقل هذه لم تكن سوى المرحلة الأولى. وكان من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في الأسبوع الماضي.
النزوح من بيلاروسيا سيستمر
وفقاً لفرانك فياكوركا، كبير المستشارين السياسيين لزعيمة المعارضة الديمقراطية في بيلاروسيا، سفياتلانا تسيخانوسكايا، من المرجح أن يستمر النزوح من بيلاروسيا.
أبلغ فياكوركا موقع The Daily Beast: "من المهم استيعاب أنهم مرتزقة وليسوا مؤيدين أيديولوجيين لبوتين أو بريغوجين أو لوكاشينكو.. إنهم هناك لأنهم يحصلون على راتب جيد. بينما في بيلاروسيا، لا يحصلون على راتب جيد. الراتب أصغر بكثير من نظيره خلال العمليات. ثمة إحباط متزايد، واستياء متزايد، بين مرتزقة فاغنر. والمزيد والمزيد منهم سوف يطلب المغادرة".
ربما يقدم تدفق مرتزقة فاغنر إلى إفريقيا من بيلاروسيا، أدلة عن توازن القوى بين بوتين وبريغوجين في الأيام القادمة. في بيلاروسيا، ربما يستطيع بوتين أن يراقب تحركات فاغنر عن كثب، عبر دميته، الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يستضيف المقاتلين.
كما قال الموقع الأمريكي، ربما تلقى أنباء مغادرة مقاتلي المرتزقة بيلاروسيا، ترحاباً في بولندا وليتوانيا ولاتفيا، التي دقت ناقوس الخطر حول التهديدات القادمة من بيلاروسيا منذ انتقال مرتزقة فاغنر إلى هناك. أعلنت ليتوانيا مؤخراً أنها سوف تغلق عدداً من معابرها الحدودية مع بيلاروسيا بسبب التهديدات المحتملة من بيلاروسيا.
بينما أثارت بولندا، التي أغلقت بالفعل عدداً من معابرها الحدودية، المخاوف من أن مقاتلي فاغنر كانوا يتدربون مع القوات البيلاروسية، ويقتربون أكثر وأكثر من الحدود مع بولنداً، مما يهدد بإثارة مواجهة واستفزازات. بعد أن انتهكت طائرة بيلاروسية المجال الجوي البولندي، أعلنت بولندا أنها ستنقل آلاف القوات إلى الحدود، بالإضافة إلى المروحيات القتالية.
في حديثه مع موقع The Daily Beast، قال مسؤول بولندي إن بلاده كانت تعمل على إنهاء عمليات النفوذ الروسية والبيلاروسية التي تستهدف بولندا أيضاً.