قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة مجموعة بريكس المنعقدة في جنوب إفريقيا، الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، إن روسيا لا تزال مورد غذاء لإفريقيا يمكن التعويل عليه وستظل كذلك، مشدداً في الوقت نفسه على أن روسيا مستعدة للعودة إلى اتفاق الحبوب، ولكن عند الإيفاء بطلباتها التي قدمتها، مشيرا إلى أنه تم فرض عقوبات على بلاده و"أعاقتنا عمداً عن تصدير الحبوب والأسمدة، ومع ذلك نلام على الأزمة بالسوق العالمية"، على حد وصفه. وأوضح بوتين أن "روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد لهذا العام".
الرئيس الروسي قال كذلك إن هناك تقلبات في الأسواق المالية والطاقة وغيرها من الأسواق، مشيراً إلى أن التخلي عن الدولار كعملة عالمية، عملية لا رجعة فيها. وقال بوتين إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم. في الوقت الذي قال فيه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في كلمة الافتتاح، إن اقتصادات مجموعة "بريكس" تمكنت من رسم خطوط عريضة لتطوير علاقاتها المستقبلية، سعياً لازدهار شعوبها.
بوتين أضاف: "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا بعضاً، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية".
بريكس تناقش ضم أعضاء جدد
يمثل أعضاء مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، أكثر من 40% من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.
في الوقت نفسه قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تستبعد تحول مجموعة دول بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر. وأضاف في إفادة صحفية: "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة".
في حين تستضيف جنوب إفريقيا قمة على مستوى قادة مجموعة بريكس بداية من الثلاثاء وحتى يوم الخميس.
حيث انطلقت في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرغ، الثلاثاء، أعمال الاجتماعات الـ15 لمجموعة "بريكس"، وسط توقعات بنظر الأعضاء لطلبات انضمام من جانب أكثر من 20 دولة، وبحث مشاريع لتعزيز الاستثمار في إفريقيا.
رسم خطوط عريضة
قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في كلمة الافتتاح، وتابعتها الأناضول افتراضياً، إن اقتصادات مجموعة "بريكس" تمكّنت من رسم خطوط عريضة لتطوير علاقاتها المستقبلية، سعياً لازدهار شعوبها.
وذكر رامافوزا أن تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوب الدول الأعضاء "يمثل الهدف الأكبر لهذا التكتل، عبر توسيع رقعة الاستثمارات في اقتصاداتنا.. هناك نمو في استثمارات الأعضاء داخل دول التكتل".
ويسعى أعضاء "المجموعة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا إلى تقوية التكتل ضمن جهود تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، وزيادة الخطر على مجموعة السبع".
وأكد رامافوزا أن دول القارة الإفريقية مطالبة فوراً بالتوقف عن تصدير الثروات إلى الخارج بحالتها الخام، مضيفاً: "المطلوب هو تصدير المنتجات النهائية للأسواق العالمية". وزاد: "الطاقة المتجددة، والبنى التحتية، والاتصالات، والرقمنة والتكنولوجيا، والإنشاءات، والنقل، تعتبر مشاريع ذات قيمة مضافة مرتفعة في إفريقيا".
ويعد الاستثمار في إفريقيا وتطويرها أحد المحاور الرئيسة التي يناقشها أعضاء التكتل في الدورة الحالية، إذ تنعقد الاجتماعات تحت شعار "بريكس وإفريقيا"، حسبما أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور.
يذكر أن "بريكس" تكتل خرج إلى العلن عام 2006، وعقد أول اجتماعاته في العام 2009 ويضم دول الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، وتعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.