رفضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، خطة تشكيل حكومة انتقالية في النيجر لمدة 3 سنوات، كان قد اقترحها المجلس العسكري الذي نفذ انقلاباً أطاح بحكم الرئيس محمد بازوم، الأمر الذي يعقد من الجهود الدبلوماسية التي تهدف لحل الأزمة بعيداً عن الخيارات العسكرية.
عبد الفتاح موسى، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس"، قال في مقابلة مع قناة "بي بي سي"، إن الخطة الانتقالية لمدة 3 سنوات في النيجر "غير مقبولة"، وأشار إلى أن هذا المقترح ما هو إلا "ستار دخان" على الحوار والدبلوماسية.
أضاف موسى أنه "كلما أسرع الجيش في إعادة السلطة إلى المدنيين والتركيز على مسؤولياته الأساسية مثل الدفاع عن وحدة أراضي النيجر، كان ذلك أفضل".
كان رئيس المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن تياني، قد أعلن، الأحد 20 أغسطس/آب 2023، أن الانتقال إلى الحكم المدني في البلاد سيكتمل في مدة أقصاها 3 سنوات.
كذلك شدّد تياني على أن أي تدخل عسكري محتمل من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيفتح "صندوق باندورا"، في إشارة إلى الفوضى المتوقعة، وحذّر من أن التدخل العسكري ستكون له عواقب وخيمة للغاية.
كما لفت تياني إلى أن المجلس العسكري منفتح على جميع أشكال الحوار، بشرط مراعاة طلبات شعب النيجر.
في سياق متصل، تظاهر آلاف النيجريين، الأحد 20 أغسطس/آب 2023، وسط العاصمة نيامي؛ دعماً للمجلس العسكري عقب إعلانه عن فترة انتقالية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
رُفعت في التظاهرات شعارات ولافتات معادية لكل من فرنسا و"إيكواس"، وكتب على اللافتات "لا للعقوبات" و"تسقط فرنسا" و"أوقفوا التدخل العسكري"، فيما أدى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين.
يأتي هذا فيما يواصل قادة الانقلاب احتجاز الرئيس بازوم وأفراداً من عائلته، بعد عزله عن الحكم يوم 26 يوليو/تموز 2023، وتعليق العمل بالدستور.
في موازاة ذلك، لا تزال مجموعة "إيكواس" على استعداد لتنفيذ تدخل عسكري في النيجر، في استمرار لأزمتها مع الانقلابيين الذين رفضوا مطالبها بالإفراج عن بازوم وإعادته لمنصبه رئيساً شرعياً للبلاد.
ويوم السبت الماضي، التقى وفد من "إيكواس" برئيس النيجر بازوم، وزعيم المجلس العسكري تياني، في العاصمة نيامي، واعتُبر قبول قادة الانقلاب لزيارة الوفد، بمثابة استعداد محتمل للتفاوض بعد أن شددت "إيكواس" تهديدها باستخدام القوة كملاذ أخير لاستعادة الديمقراطية، قائلة أمس إنها اتفقت على "يوم الزحف" لتدخل عسكري محتمل، دون أن تعلن موعده.
يُشار إلى أن النيجر، ورغم أنها واحدة من أفقر دول العالم، سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو مادة أساسية تستخدم في الطاقة النووية وعلاجات السرطان، وتزيد مساحة النيجر عن ضعف مساحة فرنسا.