تشهد الضفة الغربية تصاعداً ملحوظاً لأعمال المقاومة من شمالها حتى جنوبها، فخلال يومين، قتل 3 إسرائيليين وأصيب آخرون بعمليات إطلاق نار استهدفت مستوطنين، لاذ بعدها المنفذون بالفرار من مكان العملية.
أحداث هذه العمليات وقعت صباح الإثنين 21 آب/أغسطس 2023، عندما تعرضت مركبة إسرائيلية لإطلاق نار بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة أسفرت عن مقتل مستوطنة، وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وقعت هذه العملية بعد يومين فقط من مقتل إسرائيليين، جراء إصابتهما بجروح خطيرة في إطلاق نار قرب بلدة حوارة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية، وفرار المنفذ.
وتعتبر المنطقة الجنوبية في الخليل، حيث جرت العملية، منطقة شديدة التحصين الأمني، حيث تكتظ بالحواجز العسكرية والبوابات وكاميرات المراقبة والإجراءات الأمنية المشددة، وهو ما يجعل من تنفيذ العملية بالخرق الأمني الكبير وفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
غضب إسرائيلي واستنفار أمني
هذان الحادثان دفع الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة استخباراته للاستنفار في شمال الضفة وجنوبها، في محاولة للبحث عن منفذي الهجمات.
ففي الخليل، أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي كل الطرق المؤدية إلى المدينة والقرى التابعة لها، وسط عمليات مداهمة تركزت في منطقة الفحص وأم الدالية ومحيط حارة أبو سنينة وطريق أم الدالية باتجاه البوليتكنك.
أما في نابلس، فلا تزال قوات الاحتلال تبحث عن منفذ عملية حوارة التي وقعت يوم السبت 19 آب/أغسطس، حيث أغلق بلدة حوارة، وانتشر بكثافة في البلدة، وشرع بحملة تفتيش وتحقيقات ميدانية، كما داهم بلدة "بيتا" القريبة منها.
وبعد عملية الخليل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى "الانتقام"، ونقلت قناة إسرائيلية عنه: "لن تسفك دماء اليهود عبثاً".
بدوره، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "هجوم دامٍ في جنوب جبل الخليل، قتل فيه مسلحون امرأة بدم بارد وأصابوا شخصاً آخر بجروح خطيرة". وأضاف: "لن تترك قوات الأمن القتلة، مطاردة ومطاردة أخرى حتى يتم القبض عليهم، هناك يد قوية وحازمة مطلوبة".
ترحيب فلسطيني بالعمليات
وعقب عملية الخليل، أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالهجوم، وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، إن عملية الخليل تأتي في سياقها الطبيعي بمواجهة المشاريع الاستيطانية والحرب الدينية ضد المقدسات الإسلامية، مؤكداً أن الفعل الفدائي سيتواصل ويتطور حتى دحر الاحتلال.
كما أشار قاسم إلى أن الشعب الفلسطيني يخوض انتفاضة وثورة كبيرة دفاعاً عن القدس والأقصى، مبيناً أن المقاومة والثورة في حالة تمدد، وفي وضع لا يستطيع أحد إيقافهما.
فيما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية، قائلة إنها جاءت رداً طبيعياً ومشروعاً على جرائم الاحتلال وعدوان مستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واستمراراً للرد المباشر لردع العدو في كل الساحات.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد أكدت أن العملية هي امتداد لتصاعد الفعل المقاوم، وأثبتت قدرة المقاومة في الضفة على اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المعقدة، وملاحقتها المستمرة للمقاومين.
وكان الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع قد صرح عقب عملية حوارة، بأن عملية إطلاق النار التي وقعت، هي نتاج وعد المقاومة الثابت والمستمر للدفاع عن الشعب الفلسطيني والرد على جرائم الاحتلال وحماية المسجد الأقصى من خطر التقسيم والتهويد.
وأضاف: "المقاومة الفلسطينية وأبطالها الثائرون حطموا هيبة جيش الاحتلال وقطعان مغتصبيه".
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967 وبدأت منذ ذلك الحين إقامة عشرات المستوطنات فيها في إجراءات تعتبرها معظم الدول غير قانونية، وهو ما ترفضه إسرائيل التي يُحكم جيشها سيطرته على أكثر من نصف الأراضي.