فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً كاملاً على مدينة نابلس، وسط انتشار واسع لوحدات الجيش، بحثاً عن منفذ عملية حوارة التي أدت إلى مقتل إسرائيليين، مساء السبت 19 أغسطس/آب 2023، فيما وصل رئيس أركان الاحتلال إلى موقع الحادث.
وقتل مستوطنان اثنان يبلغان من العمر 60 و30 عاماً أصيبا بجروح قاتلة، وذلك بعد محاولات إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لهما في مكان الحادث، بحسب ما أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال أغلقت حاجزي حوارة وزعترة العسكريين جنوب المدينة، وبوابة تل "المربعة"، ودوار دير شرف غرباً، كما شددت من إجراءاتها على حاجز بيت فوريك شرقاً، حيث يشهد أزمة خانقة بسبب إجراءات التفتيش، كما يشهد حاجز صرة العسكري تفتيشاً دقيقاً وأزمة خانقة للخارجين.
وتشهد بلدة حوارة جنوب المدينة انتشاراً مكثفاً لجيش الاحتلال، كما أجبرت قوات الاحتلال أصحاب المحلات التجارية على إغلاق أبوابها، بدعوى البحث عن منفذ عملية إطلاق النار.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية على مدخل بلدة بيتا، واقتحمت عدة بلدات وهي: عوريف وجماعين وبيتا وعينابوس جنوب المدينة.
تفاصيل جديدة للعملية
وذكرت تقارير إسرائيلية في بادئ الأمر أن النيران أُطلقت من سيارة مسرعة، فيما أشار التحقيق الأوليّ لاحقاً إلى أن منفذ العملية ترجّل على قدميه وأطلق النار على القتيلين من مسافة قريبة في محلّ غسيل سيارات، بعد التحقُّق من هويتهما.
واعتقلت قوات الاحتلال صاحب المحلّ للتحقيق معه، فيما انتشرت بشكل واسع صور هويات القتيلين على مواقع التواصل الاجتماعي.
بحسب التحقيق الأولي لقوات الاحتلال، فقد أطلق المنفّذ 5 رصاصات من مسدّس صوب القتيلين، وهما مواطنان إسرائيليان يسكنان في جنوب إسرائيل، فيما زعمت تقارير إسرائيلية أنه عُثر على المسدس الذي نُفّذت به العملية، بالقرب من المكان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية كشفت "فشلاً كبيراً لجيش الاحتلال، حيث لم يدرك أن ما حصل في حوارة هو عملية إلا بعد فترة طويلة، ووصل الجيش متأخراً لمكان الحدث، فيما كان فلسطينيون يصوّرون الهويات الشخصية للمستوطنين القتيلين وينشرونها عبر مواقع التواصل".
فيما قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية": "كان التقييم الأولي لعملية حوارة أنها جريمة قتل لفلسطينيين من الداخل، مما تسبب في تأخر وصول الجيش الإسرائيلي إلى موقع إطلاق النار 20-25 دقيقة".
وأفاد بيان صدر عن مكتبه، بأن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، يتلقى معلومات بشأن العملية، وتفاصيلها المتوفرة حتى الآن، مشيراً إلى أنه سيعقد تقييماً للوضع الأمنيّ، يشارك فيه كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس أن "عملية حوارة رسالة قوية إلى الاحتلال بأن كل محاولاته لكسر المقاومة مجرد عبثٍ لا فائدة منه".
وأشار إلى أن العملية البطولية ضربت الاحتلال في قلب استنفاره الأمني في حواّرة، منوهاً إلى أنها إمعان في تحدى الاحتلال وإذلال منظومته الأمنية.
ومع العملية التي نُفِّذت السبت، يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين في عمليات نُفِّذت منذ مطلع العام الجاري إلى 33 قتيلاً؛ كما ترتفع العمليات التي نُفِّذت في حوارة إلى 10، بحسب ما قالت مواقع فلسطينية.
ومنذ شهور تشهد الضفة الغربية حالة تصعيد شديد جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.