قررت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، تعليق جميع خدماتها داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، احتجاجاً على استمرار وجود مسلحين في منشآتها.
وقالت الوكالة، في بيان، إنها قررت "تعليق جميع خدماتها في مخيم عين الحلوة، احتجاجاً على استمرار وجود مسلحين في منشآتها بالمخيم، بما فيها المدارس"، وأضافت أنها "لا تتسامح إطلاقاً مع أي انتهاك لحرمة وحياد منشآتها".
وشددت على أنه "من غير المحتمل أن تكون المدارس في المخيم جاهزة لاستقبال 3200 طفل، بداية العام الدراسي المقبل، بالنظر الى الانتهاكات المتكررة، بما فيها تلك التي حصلت في الماضي، والأضرار الكبيرة التي أُفيد عنها".
كما جددت "أونروا" دعوتها الجهات المسلحة إلى "الإخلاء الفوري لمنشآتها لضمان تقديم المساعدة الملحّة للاجئي فلسطين دون أية عوائق".
وكانت "أونروا" أعلنت في وقت سابق تلقيها تقارير "مقلقة" بأن جهات مسلحة لا تزال تحتل منشآت لها في مخيم "عين الحلوة" جنوبي لبنان، مطالبة بإخلائها فوراً.
وفي 29 يوليو/تموز الماضي اندلعت اشتباكات بمخيم عين الحلوة استمرت عدة أيام بين مسلحين من فصائل إسلامية وقوات الأمن التابعة لحركة "فتح"، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تشرف على تنفيذه لجنة "هيئة العمل الفلسطيني المشترك".
وأسفرت الاشتباكات عن 14 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً في المخيم الذي تأسس عام 1948، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفاً.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 436 ألف لاجئ، بحسب إحصاءات منظمة الأونروا عام 2017. ويتوزع هؤلاء على المخيّمات في مختلف المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب.
وكان مخيم "البرج الشمالي" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان قد شهد، أواخر 2021، انفجاراً ضخماً وتبعه واقعة إطلاق نار وسقوط ضحايا من حركة حماس، وهو ما أعاد تسليط الضوء على الصراع الأمني والسياسي الموجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وكيف تطور منذ عام 1948 حتى اليوم.
ويبلغ عدد المخيّمات في لبنان 12 مخيّماً، أهمها مخيم نهر البارد في الشّمال، ومخيّم عين الحلوة في الجنوب، ومخيّم ضبية ومخيّم المية إضافة إلى مخيّم مار إلياس في بيروت.
يعتبر لبنان من أكثر البلدان العربية التي تضم مخيّمات للاجئين الفلسطينيين. بدأ ذلك بعد النكبة التي وقعت عام 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل، ما دفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى اللجوء للدول المجاورة، وبالتالي قدوم جزء منهم إلى لبنان.