اقترحت شركة علاقات عامة أمريكية فكرة "تنشيط أو حشد" علاقاتها بالمجتمع اليهودي الأمريكي من أجل تحسين صورة قطب النفط سلطان الجابر، الذي أثار الجدل باختياره لقيادة قمة المناخ "كوب 28″، المنتظرة في دبي بالإمارات، بحسب ما قالته صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023.
إذ كشفت وثائق الإفصاح الفيدرالية المقدمة إلى وزارة العدل الأمريكية في الثامن من أبريل/نيسان، أن شركة العلاقات العامة First International Resources، التي يرأسها الخبير الاستراتيجي السياسي زيف فورست، تعاقدت مع شركة الطاقة المتجددة الإماراتية "مصدر".
وشغل فورست في السابق منصب مدير رابطة مكافحة التشهير في إسرائيل، ويخدم حالياً كرئيس لمجلس إدارة شركة Cadogan Petroleum PLC البريطانية، كما يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة الدولي لـ"بيت بيريز للسلام والابتكار" في يافا.
يُذكر أن اختيار الجابر، رئيس شركة مصدر الحكومية، قوبل بمعارضةٍ شديدة وأثار دعوات إلى مقاطعة قمة المناخ بسبب روابطه العميقة بصناعة النفط. وفي وقت سابق من العام الجاري، دعا 133 سياسياً أمريكياً وأوروبياً مسؤولي الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة إلى الضغط على الإمارات من أجل سحب تعيين الجابر.
وينص التعاقد بين "مصدر" وشركة العلاقات العامة على أهداف، منها تعزيز "السمعة والمكانة العامة" لدولة الإمارات، والجابر، وقمة كوب 28 "بين الجماهير الغربية"، فضلاً عن استغلال هذه "السمعة المحسنة لتحصين" الجابر وقمة كوب 28 من أي انتقادات محتملة، وتعزيز مكانة الإمارات باعتبارها "رائدةً مُبتَكِرة في جهود إزالة الكربون العالمية والانتقال إلى بدائل الوقود الأحفوري".
وتشير الوثائق إلى أن شركة العلاقات العامة "ستحشد شبكةً موسعة من جهات اتصالها لضمان وصول رسائل الحملة الأساسية إلى أكثر الجماهير المناسبة تأثيراً". وأردفت الوثائق أن "الجهة الاستشارية قد تُنشِّط وتحشد علاقاتها داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية، إذا لزم الأمر، من أجل المساعدة في دعم الأهداف العامة للحملة".
كما أوصت الشركة باستطلاع الآراء العامة في مختلف الدول الغربية. علاوةً على "تعزيز شعور" صناع القرار الأمريكيين والأوروبيين بـ"القيمة الاستراتيجية" للإمارات في الحرب العالمية لمواجهة تغير المناخ.
استغلال قمة المناخ
وبحسب تقرير سابق لصحيفة The Guardian البريطانية، فإن الإمارات تستغل دورها في استضافة مؤتمر المناخ العام المقبل لتلميع صورتها الدولية.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن الإمارات، التي ستستضيف "كوب 28" في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تستعين بشركات دعاية عامة خصوصاً؛ لترويج دورها في استضافة القمة المقبلة، وهي خطوة غير اعتيادية تفوق الجهود الترويجية للدول المضيفة لقمة المناخ في الأعوام السابقة، كما أنها تُبرز دور الإمارات المؤثر في مؤتمر كوب 27 لهذا العام.
وكتبت إحدى شركات العلاقات العامة الأمريكية "فليشمان هيلارد" (FleishmanHillard) في يوليو/تموز 2022، مجموعة من الخطابات تؤكد مشاركة الوزراء الإماراتيين في مؤتمرات أو فعاليات، معظمها يحوي عبارة "الإمارات ستستضيف كوب 28".
في حين تتواصل شركة أخرى، وهي "Akin Gump Strauss Hauer & Feld"، مع ساسة جمهوريين وديمقراطيين أمريكيين يروّجون سياسات بيئية، أو يؤيدون الوقود الأحفوري.
كما أن ملفات وزارة العدل الأمريكية تشير إلى أنه منذ سبتمبر/أيلول 2021، قبيل إعلان الإمارات الدولة المضيفة لـ"كوب 28″، زادت أبوظبي من "ضغوطها" ومساعيها الدعائية في قضايا المناخ.
شمل ذلك ما لا يقل عن 126.500 دولار في اتفاقيات مع شركة فليشمان هيلارد، تهدف إلى تحقيق "تأثير إيجابي عام لسمعة الإمارات"، مثل الترويج لمزاعم بأن شركة حكومية إماراتية تستخدم الطاقة الشمسية في جزء من إنتاجها للألمونيوم.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أظهرت الملفات أن شركة "مصدر" للطاقة المتجددة في أبوظبي عينت 3 خبراء استراتيجيين للعلاقات العامة مقابل مبلغ لم يكشف عنه "لدعم دولة الإمارات في استضافتها لقمة كوب 28 عام 2023".
بدوره، يرى ماثيو هيدجز، المحلل في شؤون الإمارات، والذي سجن 6 أشهر في الإمارات أثناء بحثه لنيل الدكتوراه، أن أبوظبي "أقل اهتماماً" بالتخلص من النفط وإيجاد موارد طاقة بديلة، مما قد توحي به رسائلها.
وأضاف: "لا يمكنهم تحمّل ذلك، والرسالة التي يبعثون بها هي: "أنكم تتوقعون منا المنافسة على مستوى الاقتصادات المتقدمة نفسها، وهذا غير ممكن دون النفط". لافتاً إلى أنه من الضروري "فرض سياسات فعالة، لكن التحول عن النفط لا يبدو أنه سيتحقق بأي شكل من الأشكال".