أعلن القضاء الفيدرالي السويسري، الأربعاء، 16 أغسطس/آب 2023، أنه أصدر مذكرة توقيف دولية بحق رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، واتهمه بالضلوع في جرائم حرب ارتُكبت في سوريا عام 1982، لا سيما في مدينة حماة، وكان حينها رفعت مساعداً لشقيقه حافظ الأسد.
القضاء أوضح أن مذكرة التوقيف بحق رفعت الأسد تم إصدارها العام الماضي، وكان مكتب المدعي الفيدرالي، قد طلب إبقاء هذا الأمر سراً، حتى لا يتمكّن رفعت الأسد (85 عاماً) من اتخاذ إجراءات تحول دون توقيفه، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
نُشر القرار الصادر عن المحكمة الجنائية الفيدرالية بعد عام من طلبها من مكتب العدل الفيدرالي إصدار مذكرة التوقيف الدولية بحقّ الأسد.
كانت النيابة العامة الفيدرالية قد طلبت من مكتب العدل الفيدرالي في 2021 إصدار هذه المذكرة بحقّ الأسد، لكنّ المكتب التابع لوزارة العدل رفض طلبها، بدعوى أنّ سويسرا ليست لديها صلاحية لمحاكمة رفعت الأسد؛ كونه ليس مواطناً سويسرياً، ولا هو مقيم في سويسرا، ولا حتى يمتلك مسكناً في هذا البلد.
كما شدّد المكتب على عدم وجود أيّ مواطن سويسري في عداد ضحايا المجزرة التي وقعت في مدينة حماة السورية في 1982، والمتّهم رفعت الأسد بالضلوع فيها.
لكنّ المحكمة الجنائية الفيدرالية لم تشاطر المكتب هذا الرأي، إذ اعتبرت طلب النيابة العامة مشروعاً، على أساس أنّ النيابة فتحت تحقيقها في هذه القضية في 2013، عندما كان رفعت الأسد يقيم في فندق بجنيف.
كما اعتبرت المحكمة وجود رفعت في الفندق السويسري كافياً لتأسيس الاختصاص القضائي السويسري في مقاضاة متّهمين بجرائم حرب، وبالتالي أصبح من الممكن للقضاء السويسري أن يُصدر مذكرة توقيف دولية بحقّ الأسد كون هذه المذكرة جزءاً من الأدوات المتاحة لإجراء تحقيق جنائي.
بحسب الوكالة الفرنسية، فإن مثل هذه المذكّرة ستظلّ على الأرجح حبراً على ورق، إذ إنّ رفعت عاد إلى سوريا في 2021 بعد قضائه 37 عاماً في المنفى.
وفي 13 سبتمبر/أيلول 2013، رفعت منظّمة "ترايل إنترناشونال" شكوى ضدّ رفعت الأسد تتّهمه فيها بارتكاب جرائم حرب في فبراير/شباط 1982، أثناء انتفاضة مسلّحة نفّذتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مدينة حماة، وكان رفعت الأسد يومها قائداً لسرايا الدفاع.
رحّب بنوا مايستر، المستشار القانوني لمنظمة "ترايل إنترناشونال"، بقرار السلطات القضائية السويسرية إصدار هذه المذكّرة، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لتأخّر صدورها إلى ما بعد عودة رفعت الأسد إلى سوريا.
يُشار إلى أن "سرايا "الدفاع" هي وحدة من قوات النخبة متّهمة بارتكاب العديد من الفظائع والمجازر خلال العملية العسكرية التي نفّذتها القوات السورية لاستعادة السيطرة على حماة، وتقول مصادر إنّ الانتفاضة والعمليات العسكرية التي أعقبتها خلّفت ما بين 10 آلاف و40 ألف قتيل.