قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023، إنها لا تستطيع التحقق من تصريحات أوردتها كوريا الشمالية على لسان الجندي الأمريكي ترافيس كينغ، الذي "فرّ" إلى الأراضي الكورية، كما أشارت واشنطن إلى أنها تحاول التواصل مع كوريا الشمالية بشأنه.
يُعد هذا أول تعليق أمريكي على ما ذكرته وسائل إعلام في كوريا الشمالية، كانت قد قالت إن الجندي الأمريكي الذي عبَر الحدود إلى الشمال من كوريا الجنوبية في 18 يوليو/تموز 2023، يريد اللجوء هناك أو في مكان آخر، بسبب "سوء المعاملة غير الإنسانية والتمييز العنصري".
متحدث باسم وزارة الخارجية قال في بيان، إن "أولوية الوزارة هي إعادة الجندي كينغ إلى الوطن، ونحن نعمل عبر جميع القنوات المتاحة لتحقيق هذه النتيجة".
الجيش الأمريكي كان قد أفاد في وقت سابق، بأنه كان مقرراً أن يعود كينغ، وهو جندي من الصف الثاني التحق بالخدمة العسكرية في 2021، إلى الولايات المتحدة، لمواجهة إجراءات تأديبية عندما غادر مطار إنشيون في سيول وانضم إلى مجموعة سياح يزورون المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين ثم عبَرَ الحدود في 18 يوليو/تموز 2023.
لكن وكالة الأنباء الكورية الشمالية أشارت إلى أن كينغ "قال خلال التحقيق إنه قرر المجيء إلى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، لأنه يمقت المعاملة اللاإنسانية والتمييز العنصري في الجيش الأمريكي".
أضافت أن كينغ "أُبقي تحت السيطرة من جانب جنود الجيش الشعبي الكوري بعدما دخل عمداً منطقة كورية شمالية"، مؤكدةً بذلك للمرة الأولى أن كوريا الشمالية تحتجز العسكري الأمريكي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في السياق ذاته، قال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ حتى الآن أي ردٍّ من كوريا الشمالية على جهودها المستمرة للتواصل بشأن الجندي كينغ، على الرغم من إقرار الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ لأول مرة بعبور الجندي لأراضي كوريا الشمالية.
ذكر باتل في إفادة صحفية: "طرحنا هذه القضية عبر القنوات المناسبة الموجودة؛ لإرسال رسائل إلى كوريا الشمالية والتواصل معها".
ورأت الباحثة في الممارسة السياسية لدى "إل إم آي" للاستشارات سو كيم، أن التعليق الأول لبيونغ يانغ في قضية كينغ "لا يعود إلى كونه دعاية سياسية".
أضافت المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، أن "عبور كينغ إلى كوريا الشمالية منح نظام كيم (في إشارة إلى الزعيم كيم جونغ أون)، فرصاً متعددة الجانب، أولاها بطبيعة الحال فرصة إجراء مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة من أجل الإفراج عن كينغ".
كما رأت أن القضية "هي أيضاً فرصة للدعاية للنظام… لتحويل المسألة إلى فرصة لانتقاد الولايات المتحدة والتعبير عن العداوة المتجذرة لبيونغ يانغ حيال واشنطن".
بحسب الوكالة الفرنسية، فإنه قبيل صدور التعليق بشأن قضية كينغ، كانت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية قد نشرت بياناً ينتقد النقاشات التي تشهدها الأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في بيونغ يانغ.
اعتبر البيان أن الولايات المتحدة هي "إمبراطورية الشرور المعادية للناس، المنحرفة تماماً بسبب كل أنواع الشرور الاجتماعية"، وأضاف: "لا تكتفي الولايات المتحدة بالتواطؤ وتعزيز التمييز العرقي، الجرائم المرتبطة بالسلاح، سوء معاملة الأطفال والعمل القسري المنتشرة في مجتمعها، بل فرضت معايير غير أخلاقية لحقوق الإنسان على الدول الأخرى وغذّت الاضطرابات الداخلية والفوضى".
يُشار إلى أن عبور كينغ الحدود في وقت بلغت فيه العلاقات بين الشمال والجنوب مستوى من التوتر هو الأسوأ منذ عقود، في ظل تعثر الدبلوماسية ودعوة كيم جونغ أون إلى تعزيز إنتاج الصواريخ والأسلحة وضمنها تلك النووية التكتيكية.